ابتكار بحرا جديدا في الشعر العربي (بحر السياب)
اجنادين نيوز / ANN
كمال الحجامي
تزامنا مع الذكرى الستين الشاعر العراقي الراءد (بدر شاكر السياب) في منجزه الشعري الكبير والذي يعد ريادة مبكرة للشعر (الحر) في شعر التفعيلة.حيث كتب السياب قصيدته (هل كان حبا)عام (1946)وهو في العشرين من عمره.وفي هذة المناسبة استطاع الشاعر والناقدالتونسي (مالك بن فرحات) من ابتكار بحرا جديدا اسماه (بحر السياب)تيمنا لهذا الشاعر الراءد العراقي في جمال شعره واحساسه.بعد ابتكاره من قبل لثلاثة بحور شعرية جديدة اسماها (المنطلق)و(والأناة)و(بحر غزة)واضاف بن فرحات بعد نظمنا لقصيدة عنوانها (عابر سبيل)وهذة بعض من ابياتها
حنبعل امض واحمل الجند
واعتل الطود واركز البند
ثم صح صيحته على راسه
الذي انت فيه كالرعد
ترعب الساخرين من حلمك
الذي قد نذرت للغد
وهم هازءون إذ قلت
انني للذرى ساصعد
قل لهم ها انا انظروا
كيف عندي مات الهزل بالجد
من جانبه اشار الشاعر (بن فرحات)وزن القصيدة هو فاعلاتان.فاعلاتان. لاننا نوعنا الضرب بين تفعيلة الرمل.اماوزن (السياب)النظري فهو..فاعلاتان فاعلاتان فاعلاتان فاعلاتان..تفعيلتان في الصدر واخريان في العجز.وفي قصيدة (عابر الالب)تعديل يتمثل في تحويل تفعيلة الضرب من /فاعلاتان بضم النون إلى فاعلاتان بتسكينها اوفاعلاتن.(تفعيلة الرمل)وقد سميت البحر بالسياب تكريما للشاعر العراقي الراءد (بدر)ودلالته على ان البحركالسيب في دفقاته الصوتية والبحر مولد عن الرمل باضافة مقطع قصير إلى تفعيلة ولايخفى ذلك على الخبير بالاوزان ولايعد ذلك قادما في البحر لانه سبق أن اشرنا في تقديم بحر (المنطق) إلى أن البحور يولد بعضها بعضا.فلا تجيز إلا أن تصب تفعيلة العجز الثانية بالحذف ولانجزها في بقية التفعيلات….ولا نزيد عن هذا الحد في الانفاض من التفعيلة.ذلك هو بحر (السياب)وتلك موازينه وتغيراته وقد استندنا إلى ذوقنا السمعي في تقرير مايطرب منها وابعاد مايثقل السمع.ويمكن للبحر أن ينجز اويرد مجزوءا/فاعلات فاعلاتان فلا نجيز فيه تغير من التغيرات.واخيرا امتناننا وتقديرنا لهذا الجهد الادبي في بلاغة الشعر ودلالاته اللغوية في سوح اللغة العربية وجمال سحرها وافقها اللغوي الذي ابدع فيه الشاعر والناقد (مالك بن فرحات) في هذا المجال الادبي والاجادة فيه .