“التقويم الجنوبي الشروكي”

اجنادين نيوز / ANN

بحث وتقديم نوال جويد

هناك تقويم غير التقويم الهجري والميلادي يستخدمه اهلنا في الجنوب
هذا التقويم انوجد وارتبط باحداث حصلت في حياتهم لحد هذه الايام والبعض من كبار السن خصوصاً الفلح واصحاب الحلال ضابطين هذا التقويم و التوقيتات ومسمياتها فلا غرابة عندهم بالتقلبات المناخية وعلى ضوءها يزرعون ويتنقلون بحلالهم طلباً للكلأ
يبدأ الشتاء من ٢١ من شهر ١١ وتسمى هذه الفترة المربعانية اي اربعين يوم ويكون فيها ايام
١_الاحيمر وسمي كذلك حسب مايقال لان القصب في بداية نموه في هذه الفترة ويسمى (العنگر) ويكون لونه احمر من شدة البرد وايضا يقال ان احد انواع السمك يسمى (الشلگ)يكون لون زعنفته أحمر في تلك الفترة
٢_جويريد ويسمى كذلك لان الاشجار تتجرد فيه من اوراقها وتشتد البرودة
وقد قال الشاعر
جويريد شيخلص الشتا
والليل طالت حسبته
٣_الازرك اربع اسابيع شديدة البرودة وفيه اسبوع المحرجات واسبوع المورجات وشباط والاسبوع الرابع يسمى (كل عود يرجع مانونه) يعني يتهيأ للخضار
والازرك يتوسط الچلتين الچلة الكبيرة والچلة الصغيرة
ويقال الازرك متزوج الچلتين ويهوس المهوال على الشخص القوي يمثله بمكانةوقوة الازرك فيقول (ها ها /انت المتزوج الچلة وكلها تصيح اشاه )
وايام الچلة تكمن الحيوانات والحشرات في مرحلة السبات وتكون ايام هجرة الطيور في هذه الفترة ومنها اخذ القول ( ادخلو بالمهاف واطلعو بالحاف)
ويقال الچلة الصغيرة تتبارى وي الچلة الكبيرة وتقول لها (لو جايه هرف چا خليت كل سبعة بظرف ) فترد الكبيرة (الشبطتي واللبطتي ايام الصيف جاياتج
وللطريفة اكو چلة اسمها چلة معتوك تجي بنص بارح وهي عن رجل سمع بالغلط ان الچلة قريبة فيعد العدة ويجمع الحطب ويشعل النار ويكاد يموت من الحر لان الوقت كان باحورة وليس چلة
ونكمل الايام ووصلنه لفترة طلوع سهيل وتبدي بشهر الثالث ويكون فيها عيد نيروز وبعدها تأتي (بردة العجوز) وسميت بهذا الاسم حسب الرواية انه عجوز تملك نياق وقد فاتها موسم التزاوج الذي يكون في الشتاء والبرد دعت ربها ان يعيد البرد فاعاده سبع ايام فهاجت فحول الابل ولقحت النياق
وفي هذه الفترة حصلت بردة غرور المعيدي ويقال ان الجو اصبح دافي فقام احدهم برفع البواري والحصران عن سطح الصريفة وتخلى عن ملابس الشتاء لكن فجأة عاد البرد والمطر فكان وصف الناس له انه انغر وانخدع بالجو فسميت ب(غرور المعيدي
ونكمل التقويم والايام
فبشهر الرابع تبدأ الثريا بالغياب وترجع في الخامس عشر من شهر الخامس وتكون مصحوبة بالزوابع الرعدية والعواصف الترابية
ويبدأ بعدها الباحورة وايام الصيف
فيكون شهر تموز الي ينشف الماي من الكوز
وشهر آب اللهاب الي يموع البسمار بالباب
وهي فترة تكثر الارطاب والفاكهة الصيفية والخضروات لذلك سمي اهلنا الصيف ابو الفقير
في شهر التاسع تبدأ فترة طباخات الرطب ويكون الجو حار وشديد الرطوبة (شرجي ) وبه يتحول الرطب الى تمر ليبدأ بعد ذلك جنيه
يبدأ الخريف ونصل لفترة (غسالة اليواخين) الجرداغ وهي اول مطرة في بداية الخريف وسميت بذلك لانها تقوم بغسل اليوخان (الچرداغ)من الدبس وبقايا التمر
واليوخان هو عبارة عن دكة كبيرة ينشر عليها التمر قبل كبسه في حلانات تصنع من الخوص تهيأ قبل موعد (الكصاص والطواش) ولهذين الموعدين طقوس جميلة يجتمع فيها الجنوبيون ويكون عملهم مصحوبا بالاغاني الجميلة والهوسات والمواويل (غناء الطواشات
بالمناطق الغربيه مناطق جبور العلم والحويجة والضلوعية..كل فتره من السبات الشتوي تسمى گران ..وتكون الگرانات بشكل تنازلي مع بداية الشتاء حيث يبدأ بگران عاشر وينتهي بگران الخمس الربيع ولذلك يقول الشاعر ..
سنة خيرن چثير وسنة تاسع..
وكل ضيجة وعلى الطيبين تاسع..
الهم الماحلب بگران تاسع..
بگران الخمس تحلب كل ردية..
فالهم يكون للدابة الهزيلة التي لاتدر بالحليب في فترة الجفاف گران تاسع (جويريد) أما گران الخمس (الربيع) فكل الدواب تتساوى فيه وتدر للحليب..
وانتهى التقويم الجنوبي الشروگي ويارب ينعاد العام على كل اهلنا بالخير والعافية والسلامة

#نوال_جويد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى