“مكي حداد” قصة نجاح في صور فنية تؤكد معنى الاصالة والقيم الإنسانية

اجنادين نيوز / ANN

سمير السعد

في محافظة ميسان، تلك الأرض التي لطالما أنجبت المبدعين، يبرز اسم الفنان مكي حداد كأحد رموز الفن العماري، الذين تركوا بصمة لا تُمحى في المشهد الثقافي والفني العراقي. مكي حداد، الذي كرّس حياته للعمل المسرحي والدرامي، تألق إلى جانب نخبة من فناني ميسان، مثل صلاح مهدي أبو الحسن، خالد علوان، قاسم مشجل، ونوري حمدان، حيث شكلوا معًا أيقونة فنية قدمت أعمالًا رسخت في الذاكرة العراقية.
بدأ حداد مسيرته في مجال التمثيل والمسرح، فكان مثالًا للفنان الذي يتنفس الإبداع ويتجاوز التحديات ليقدم فنًا يحمل في طياته رسالة إنسانية ووطنية. استطاع أن يترك بصمة واضحة في الأعمال المسرحية، مُبرزًا روح العمل الجماعي مع زملائه الذين شكلوا معه جيلًا من الكبار الذين لا تزال أسماؤهم تضيء سماء الفن العراقي وميسان.

قدم مكي حداد مجموعة من الأعمال المسرحية التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، منها:
-مسرحية مجرد نفايات ، تأليف قاسم مطرود، إخراج خالد علوان.
-مسرحية بقاياه ، تأليف مسلم بديري، إخراج خالد علوان.
-أوبريت يا راكب المحال ، تأليف الشاعر سعدون قاسم، ألحان محمد جاسم الرسام، إخراج مكي حداد.
-مسرحية لو ترك القطا لنام ، تأليف سعدي عيد الكريم، إخراج خالد علوان.
-مسرحية جمال الليل ، تأليف عمار نعمة جابر، إخراج خالد علوان.
-مسرحية أضداد ولكن ، تأليف أحمد الشامخ، إخراج مكي حداد.

لم يكن المسرح المحطة الوحيدة في مسيرة مكي حداد، بل كانت له إسهامات بارزة في الدراما العراقية. بمشاركته في عدة مسلسلات، أضاف بُعدًا آخر لتميزه كممثل موهوب يستطيع أن يجسد مختلف الشخصيات بحرفية عالية وإحساس صادق. أعماله الدرامية لم تكن مجرد مشاهد تمثيلية، بل كانت انعكاسًا حقيقيًا للحياة العراقية، حيث استمد منها الجمهور الكثير من القيم والمعاني.
يُعرف عنه بخلقه الرفيع وتواضعه، وهو ما جعله محبوبًا من زملائه وجمهوره على حد سواء. لقد كان نموذجًا للفنان الذي يجمع بين الموهبة والأخلاق، فحاز احترام الجميع، وأصبح رمزًا للأجيال التي تلته.
اليوم، ومع مرور الزمن، لا يزال اسم مكي حداد حاضرًا في ذاكرة عشاق الفن العراقي. فهو لم يكن مجرد ممثل، بل كان مدرسة في التمثيل والإبداع، وشاهدًا على عصر ازدهر فيه المسرح والدراما في العراق. لقد حمل هموم الإنسان العراقي وآماله، مجسدًا بحرفية عالية شخصيات تنبض بالحياة وتعبّر عن واقع المجتمع.
رغم التحديات التي واجهها الفنانون في تلك الحقبة، لم يتراجع مكي حداد عن مواصلة مشواره الإبداعي، بل كان دائم السعي لتقديم الأفضل، سواء على خشبة المسرح أو أمام عدسات الكاميرا. كما ألهم ودعم الجيل الجديد من الفنانين، مؤكدًا أن الفن الحقيقي هو الذي ينبع من القلب ويصل إلى القلوب.
إن إرثه الفني والثقافي لا يزال حاضراً بيننا، وأعماله تمثل كنزًا يروي قصة جيل من الفنانين العراقيين الذين أسهموا في إثراء المشهد الفني بمواهبهم وجهودهم. مكي حداد ليس مجرد اسم، بل هو قصة نجاح تحمل معاني الإبداع والعطاء، ورسالة فنية خالدة تعكس جوهر الفن العراقي الأصيل.

زر الذهاب إلى الأعلى