سياسيو الصدفة !! بين مطرقة السياسي الحقيقي وسندان الأدوات المفقودة ..؟

اجنادين نيوز / ANN

أيهما أفضل : الصدفة التي اخترعت البنسلين فكان أول مضاد حيوي في العالم ، أم الصدفة التي جاءت بفلان فاصبح سياسيا بغفلة عين وانتباهة ؟
الذين ركبوا الموجة وطفوا على السطح عليهم أن يعلموا أن عملية الدفع من الاسفل عملية لايكتب لها النجاح دائما ، وإن نجحت مرة فبضربة حظ كما يحدث الان مع سياسيي الصدفة أو الذين جاءوا بفوز اللحظة الأخيرة في لعبة الانتخابات .
هناك صفات ومهارات لا يمكن لهم الوصول إليها ولو استطاعوا لكنا أول المهنئين ، لكني أشك في ذلك ، فالثقافة والمستوى العلمي والحضور واللباقة والخطابة لا تأتي اعتباطا بالمطلق إضافة إلى مزايا الصدق والنزاهة والاحتكام إلى المبدأ وتنظيم الوقت والاستماع إلى الآخر والمرونة واكتساب المعرفة في اتخاذ القرار هي الأخرى كذلك .
وحين نطرح نقطة قد تكون مغيبة عن البعض ربما لتفشي هذه الظاهرة وهي (حماية المهنية ) .. الشهادة العلمية الحقيقية واحدة من أهم المرتكزات التي يبني عليها السياسي مستقبله ، لماذا لأنه سيواجه المطبات والاحراجات إن لم يكن متسلح بالمهنية فربما في يوم ما سيواجه عقلية تاريخية كبيرة هنا سيقع في الفخ أن لم يكن عارفا بالعمل الحكومي والعمل السياسي وقارئا جيدا لتاريخ السياسة في العالم .. مالذي حدث اليوم في كوريا مثلا ، ماهي اخر الاخبار في سورية وحين يسأل سيجيب على الفور .
ومن أعنيهم قد يشاركون أو يحضرون في المؤتمرات أو الندوات لكنهم بلا فعل مجرد رقم او عنوان حضر وغادر دون ينبس ببنت كلمة !
الموضوع متشعب وبحاجة إلى مناقشات ومساحات لكننا نختم بالفكر السياسي الذي يتمتع به السياسي الحقيقي ويجعله مقبولا في الشارع وسدة الحكم على حد سواء ، وهذا الشخص رجلا كان أو امرأة سيكون حاملا نظريات وافكار تحدد السلوك الذي تنتهجه الحكومة والذي من البديهي أن يكون مرتبطا بتنظيم حياة الناس ، ومن يكون له فكر سياسي يكون قادرا على فهم افكار الحرية والديمقراطية والدستور وأخواته .
وبالعودة إلى سياسيي الصدفة نرى هذا النوع المفروض على الجميع والذي جاء كخطأ من أخطاء القدر وتحمل الناس ثمن هذا الخطأ فهو لايملك الأدوات التي تؤهله أن يكون كالسياسي الحقيقي الذي يجلس بجواره وينظر إليه شزرا .
إذن الحقيقي هو المطلوب في الوقت الراهن وعلى الكتل السياسية التي وقعت في المحضور واختارت هذا الشخص عليها أن تمعن النظر جيدا وتدقق في الاختيار مستقبلا ولعله القريب إن وقعت الانتخابات في موعدها فالموضوع يتعلق بمصير وطن .
هنا أعيد السؤال :
أيهما أفضل .. صدفة البنسلين الذي أنقذ العالم أم الصدفة التي جاءت بفلان ..؟
د.ضحى لعيبي كاظم السدخان .

زر الذهاب إلى الأعلى