النداء ماقبل الأخير….
اجنادين نيوز / ANN
باسل علي الخطيب…. كاتب سوري
” فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف”….
فإن كان الله سبحانه وتعالى قد قرن عبادته بالأمان والإطعام، فكيف يكون هو الحال مع الولاية للسلطة؟؟!!..
قولاً واحداً لا شرعية لسلطة لاتؤمن هذين الأمرين لمواطنيها…
فكيف ان كانت قراراتها تصب في سياق إفقار الناس؟؟!!..
لست بوارد مناقشة مخرجات كل تلك القرارات، ففيها الكثير من التفاصيل، و الكثير من الشياطين تكمن في تلك التفاصيل، و ظني أن تلك القرارات ستطلق الكثير من الشياطين…
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال وحسب، حكومات تصريف الأعمال تقتصر مهامها على أمرين فقط: توفير الأمن و الأمان، و توفير الخدمات، و في كلا الأمرين فشلت هذه الحكومة، و هذا يفقدها أي مشروعية، هذا يضاف إلى عدم مشروعية أي قرار اتخذته هذه الفترة خارج هذين الأمرين، لأن ذلك أصلاً ليس من صلاحياتها..
ما يصدر عن هذه الحكومة من قرارات تخص فصل العاملين من وظائفهم في أي مجال كان من دون تفصيل لأن التفصيلات هنا كثيرة، و قرارات تخص حجز الرواتب، أو أي قرارات أخرى، خارج مجالي حفظ الأمن و توفير الخدمات هي قرارات غير مشروعة و باطلة بالمطلق، لأنها ليست من صلاحيات هذه الحكومة….
هذه ليست حكومة انتقالية، هذه حكومة انتقامية، وتنفذ سياسات انتقامية اقصائية، نعم، سمعنا الكثير من الكلام الجميل والمعسول، وسمعنا الكثير من التصريحات الوردية، وقد مللنا سماعها….
عدا كل تلك الحوادث التي تحصل عنا وهناك، وعدا كل حالات الإهانة والإذلال اليومية، وعدا حالات التضييق والترهيب التي تصل حد الدفع إلى التهجير، ومرة أخرى دون أن تخوض في التفاصيل فتفاصيل ذلك كثيرة، عدا ذلك تأتي سياسة الافقار التي تحصل نتيجة تلك القرارات أعلاه….
احقاً لاتعرفون أن لهذه القرارات منعكسات اجتماعية خطيرة لايؤمن جانبها؟؟!!…
على كل الأحوال، كنت قد كتبت مقالا قبل أيام عنوانه (لا تقطعوا يدي)، وكنت انحو نحو التهدئة فيما اكتب بناء على تمني ما، لتاتي هذه القرارات الظالمة والغربية امس…
نعم، يبدو انكم بقراراتكم هذه تريدون قطع يدي…
اسال ويسألون ماذا ستكون القرارات التالية؟؟؟..
إن تغلقوا المدارس في القرى؟؟…
الكل يعرف أنه قد وجهت دعوة للمكون العلوي للقاء الإدارة الجديدة للدولة، وهذه معلومات حان الوقت لكشفها، الوفد تم تشكيله منذ فترة، أرسلت الأسماء منذ أكثر من أسبوعين، وتم تقديم طلب لتحديد موعد الزيارة منذ قرابة الاسبوعين….
المفارقة الكبرى، أو النكتة السمجة، أنه خلال هذه الفترة قد تم تشكيل وفود أخرى كثيرة، واعلان قوائم عديدة من قبل هذا أو من قبل ذاك، واعرف ذلك لأنني القاسم المشترك بينها وتقريباً الكل اتصل بي، واستنتجت ان هذا خطة ممنهجة في سياق شرذمة الصفوف أكثر، وقع في فخها بعضنا…
لذا كان القرار بتشكيل الملتقى وإصدار ذاك البيان الذي تعرفون…
اعيد التكرار أنه قد طلب مني التهدئة في خطابي وقد فعلت، وقد طلبت في المقابل التهدئة في الأفعال ولم يحصل، لتأتي هذه القرارات اليوم عطفاً على قرارات ظالمة ومجحفة واقصائية سابقة…
بناءً على ماهو أعلاه، وأنه في رقبتي أمانة كبيرة لن إخوتها ودونها هذه الرقبة، بناءً على ذلك، لن اذهب في أي وفد سيذهب للقاء الشرع، فعدا أن اللقاء لن يحقق لنا شيئاً مما نظنه، عدا ذلك، أنا لا استجدي هكذا لقاء، واعرف أننا انتظرنا كفاية لتحديد الموعد…
على فكرة من يظن أن هذا اللقاء سيقدم لنا شيئا فهو مشتبه، والقرارات ماثلة امام أعيننا، وهي تناقض كل ذاك الكلام الجميل الذي سمعناه مراراً وتكراراً، ومن فم احمد الشرع نفسه….
وعلى فكرة مازالت حتى تاريخه تتشكل وفود وتوضع قوائم حتى تكتمل المسخرة، وهذا أو ذاك أو أولئك يظنون أن في ذاك اقتسام لكعكة أو توزيعاً لمغانم إن كان في هذا الوفد أو تلك القائمة….
هذا اللقاء سيكون في مصلحة الشرع أكثر، أنه سيقدم تلك الصورة للعالم، صورة اجتماع الوفد الذي يمثل الطائفة معه،
الطائفة إياها التي يتم اتهامها بكل شيء، ومعاقبتها على كل شيء….
لن اعطيكم هذه الشرعية وانتم تفعلون ماتفعلون بنا، لايوجد دولة في العالم اعترفت بهذه السلطة وانا لن اعترف مادمتم على ظلمكم هذا، على فكرة كل دول العالم تسمي هذه السلطة سلطة الأمر الواقع، وتستمد مشروعيتها من الضرورة، والضرورة حالياً تقتضي أن ترحل هذه الحكومة، وتأتي حكومة وحدة وطنية، وتلغي أو تعيد النظر بكل تلك القرارات…..
نعم، تحقيق تلك المطالب، ويكون اللقاء بعدها: أطلقوا سراح المساجين العسكريين، الغوا كل تلك القرارات الظالمة الخاصة بالتسريح والفصل، أعيدوا صرف رواتب للعسكريين، لاتحرموا المتقاعدين من زيادة الراتب وغيرها….
عندها وعندها فقط يكون اللقاء، عدا ذلك لا، وليذهب من يذهب، لن أجلس معكم إلا الند للند، ومنطق رابح- خاسر، لن اقبل به….
أما بالنسبة لأهلي الكرام، إياكم أن يستعبدوكم بوظيفة أو راتب، إياكم أن تبيعوا كرامتكم أو مستقبلكم باستجداء هذا الأمر أو ذاك، هم يلهوكم بهذه القرارات حتى يسيطروا عليكم، يخدرونكم بقرار صغير جيد من هنا، وقرار آخر صغير جيد من هناك، وياخذون في الخفاء حاضركم ومستقبلكم…. اصبروا، لن يموت أحد من الجوع، اصبروا، اصبروا بعض الوقت حتى تعيشوا ماتبقى من العمر أنتم و ويعيش اولادكم
حياة كريمة، أو دون ذلك ذلاً دائماً تستجدون عند الابواب يومياً حقوقكم….
اصبروا….