البياض بقميص مقدود” للشاعر ناظم كاطع الساعدي ركائز الغياب وشفرات النص وتحدياته
اجنادين نيوز / ANN
حيدر الحجاج
صدر مؤخرا عن دار المتن للنشر والتوزيع المجموعة الشعرية الثالثة “البياض بقميص مقدود ” للدكتور الشاعر والكاتب ناظم كاطع الساعدي من القطع المتوسط وضمت المجموعة بين ثناياها سبع وعشرون نصا تناولت وأد الذات وانكسارتها المتوالية من رهانات الحروب وحصاراتها وانزياحاتها التي تشابكت مع واقع الحياة لتتلابس كمرادف يسكب اوجاعه على متون القصائد وتطوف برذاذ اريج عطرها في فنارات اتعبتها الفصول لتنطلق بعنانها لاعلان بوحها للبياض الذي تسامى مع مفردات تئن بمساحاتها الوارفة كمنديل اشار الى محطات الغياب كرافد لا يمكن التناص عنه لتتعد بذلك الرؤى في اكثر من مفصل لنصوص تفردت في طرح التداعيات الانسانية برفضها للتابوات وتجسيد مكامن الاطر الحقيقة لقصيدة النثر بأسلوبها الثر المائز وايصال الافكار التي تناولت المشاهد اليومية وانعاكساتها المتشظية عبر فلاشات صادمة للساعدي لتخرج من ترانيم القسوة والغياب الذي انبرى كأحد الركائز المضيئة لقصائد البياض الاخيرة ، معتمدا على اسلوبه في فتح شفرات النص بمغايرته المعهودة والتي اوغلت في تنصيص التداعيات بأطرها الناعمة صياغة وتفردا في ملامسة ابجديات النص وتجنيسه في تأثيث الانعطافات التي جابهت مقاصد الساعدي ومناخاتها عبر مرجعيات النص بصوره لها اختلافاتها الجذرية لتتشابه في المغزى وتختلف في المعنى بأفق جديد يتنامى في تعميم المورث والمنولوج الشعبي كتحد في الاقتباسات التي تجوب الشارع العراقي والعربي على حد سواء ليعود في مخاطبة ايقونة الغياب التي شكلت متوازيا افقيا في رفد مرموزاته لتفرض ايغالا وتماهيا له طابعه الخاص لما صدر من تناص لبعض اقتباساته لتلك المشاهد التي لبست معطفها في بواطن النص ليؤدلج رهافة الصورة وشفافية المنحى للنصوص وتراتبيتها الزمنية في تشكيل يستسيغه القارى عند الدخول لقلعة البياض بقميص مقدود . وحرص الساعدي على تأصيل مورث الامكنة ومزجها بخيوط تسلسلت بمخارجها التي طغت من حيث العنونة والدهشة التي ننتظرها في اخر النص التي راهن عليها في تشكيل بانوراما خالجت اجتراحاته اليومية لتكن احدى الثيمات لاحتواء تلك الاشتقاقات التي اعتمد عليها شاعرنا لمعترك الحياة معتمدا على ربط الاحداث عبر سلسلة ادلجت معان لاتخلو من القسوة ولتكن العنونة للمجموعة بغرائبيتها للمورث الديني والتي تحليك للتناص مع قميص يوسف ذو معنى يؤكد احقية البياض الذي لانعرفه نحن كونه البراءة والطهر وتلك هي المغايرة التي اعتدناها من الساعدي وتوحده بخصوصية المفارقة
فالباعة المتجولين والام التي لا يضاهيها احد في حياته وكذلك الاب الذي افرط سني حياته والبلاد الصغيرة وما ألت عليه من التكميم ورصد المخبر السري والصباحات التي اغتسلت بدخان الحروب وغيرها من الرهانات التي تتنفس كمخمل يحمله الاسى على اكتاف الساعدي والتي اناختها الحياة بعذاباتها الطويلة وحتى الاسماء التي وردت في مجموعته الثالثة البياض بقميص مقدود لم تكن من محض الصدفة لمخياله الشعري بل حطت بركابها من المعاناة التي اعتنقها الساعدي ليقف وحيدا على جبهة ذلك البياض الذي رسخته المواجع عن قصد واضح ويترك مساحة شاسعة للتساؤل في منحنيات البياض والتي واكبت اختلاجات تلك الصناديق المقفلة من مخياله الذي تغذى بكدمات بوح خرج لتنصيص تلك الفخاخ اللامهادنة لحياتنا ليتم اجتزاءها من جراحات عمرها نصف قرن
يذكر ان الشاعر ناظم كاطع الساعدي صدر له ضماد الاسئلة عن دار ميزبوتاميا ومرايانا التي يعلو نشيدها عن دار المتن للنشر والتوزيع