أزمة كهرباء في تكساس..!!..!!
أجنادين نيوز / ANN
بقلم : محمد جواد الدخيلي
تشجيع طاقة الرياح على حساب المصادر الأخرى فاقَم الأزمة في كل عام والكهرباء تنقطع عن شعبنا ، بمعنى ” لاحضت برجيله ولاخذت سيد علي ” لذلك على الحكومة الظالمة (العادلة ) ومن يدعون الوطنية والحرص على المواطن ، بل اصبح الفرد العراقي ذليل .. لو كانت تكساس دولة مستقلة بالإمكانات الموجودة حالياً ، لكانت الدولة الأولى في العالم بتجارة النفط، وضمن أوائل الدول في إنتاج النفط والمكثفات والسوائل الغازيّة وعمليات التكرير، ولتحوّلت إلى قبلة لكبار الشركات والمصارف وشركات التأمين، وقررت عدّة شركات كبرى الانتقال من كاليفورنيا إلى تكساس، بما في ذلك تويوتا وتيسلا.
ما حصل في تكساس هو انهيار نظام كامل، في مختلف الصناعات، وفي كل المجالات، ومن ثم، فإن الخلاف عن سبب انقطاع الكهرباء والمصدر الذي سبّب ذلك، هو خلاف صغير في جزئية بسيطة، مقارنةً بالخلل الكبير في النظام نفسه.
السبب المباشر للانهيار هو عاصفة ثلجية صاحَبها انخفاض كبير في درجات الحرارة وصقيع، لم تشهده تكساس منذ 126 عاماً ، ورغم توقّع العاصفة والاستعداد لها، إلّا أن الاستعداد لم يكن كافياً ، ونتج عن ذلك توقّف التكنولوجيا والمواصلات والاتصالات.
أزمة كهرباء تكساس ..!! .. بدايةً، لابد من توضيح أن مشكلات الكهرباء وإدارة سوق الكهرباء في تكساس قديمة ومتكررة، وأن المشكلة الأساسية هي مشكلة أنظمة، وأنه لو اتُّبِعَت توصيات التقرير الذي صدر في عام 2011 لما حدث ما حدث، إلّا أن توصيات التقرير نفسها تتناقض مع النظام نفسه، ومن ثم فإن تطبيقها يعني تغيير النظام، لذلك لم تطبَّق. صقيع تكساس.. لماذا فشلت عاصمة صناعة الطاقة الأميركية في تجنّب انقطاع الكهرباء؟
ارتفع الطلب على الكهرباء إلى مستويات تاريخية بسبب الموجة الثلجية مع الصقيع والانخفاض الكبير في درجة الحرارة. وفي الوقت نفسه، تجمّد عدد كبير من العنفات الهوائية، وغطت الثلوج والجليد الألواح الشمسية، ابتداءً من يوم 9 فبراير الماضي ، ومعه انخفض توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بشكل ملحوظ، وبأقلّ مما توقعته الهيئة المنظّمة للكهرباء، والتي تسمّى اختصاراً “إركوت”. مشكلات الكهرباء وإدارة سوق الكهرباء في تكساس قديمة ومتكررة نتج عن ذلك انخفاض كبير في كمية احتياطي الكهرباء، وهي الفرق بين إجمالي الطاقة الإنتاجية المتوافرة في وقت ما، والإنتاج الحالي (تشبه الطاقة الإنتاجية النفطية الفائضة لدى بعض دول أوبك). وحسب تنظيم سوق الكهرباء في تكساس، يجري شراء الكهرباء من السوق الحرّة للتعويض عن النقص، لذلك ارتفعت أسعار الكهرباء بأكثر من 90 ضعفًا لأعلى أسعار فترة الصيف! .. كهرباء تكساس :
شبكة كهرباء في تكساس تزامنًا مع ذلك، ارتفعت أسعار الغاز بشكل كبير، ليس فقط بسبب طلب محطات الكهرباء، ولكن لأن الغاز يُستخدم في التدفئة أيضاً. فقد أرتفعت اسعار الكهرباء من حوالي 20 دولار للميغاواط/ساعة، إلى 9 آلاف دولار، وهو خلاصة الأمر، إن ما حدث هو انهيار في كل المجالات، وأزمة الكهرباء نتجت عن أخطاء عدّة في الإطار التنظيمي لها، وتشجيع طاقة الرياح على حساب المصادر الأخرى دون وضع الطاقة المتجددة ضمن سياسة موحّدة للطاقة تتّصف بالموثوقية والاستدامة.
وستستمر تكساس في المعاناة مع الارتفاع الشديد في الحرارة أو انخفاضها في ظل النظام الحالي، ولن تتحسّن الأمور إلّا إذا وُضِعَت كل مصادر الطاقة على قدم المساواة، بحيث يحصل المستثمرون على عوائد مجزية، سواء في محطات الطاقة، أو الشبكة الكهربائية، أو أنابيب الغاز، وعندها ستقوم الشركات بوضع التجهيزات الكافية لمنع تأثير الصقيع في إنتاجية محطات الكهرباء العاملة بالغاز.