ملحمة طوفان العودة
يقول الفلسطينيون (لا نستبدل فلسطين إلا بقطعة من الجنة) إما العيش فى فلسطين وإما بنيل الشهادة، والفوز بالجنة
اجنادين نيوز / ANN
بقلم الدكتورة كريمة الحفناوي
يقول الفلسطينيون (لا نستبدل فلسطين إلا بقطعة من الجنة) إما العيش فى فلسطين وإما بنيل الشهادة، والفوز بالجنة.
بعد أن أسقط العدو الصهيونى المتوحش، نحو مئة طن من المتفجرات على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، ومحو كل مقدرات الحياة، على الأرض، يُسطِّر الشعب الفلسطينى ملحمة الصمود بتضحياته ودماء شهدائهوالعودة سيرا على الأقدام، من جنوب القطاع إلى شمالة، فى صورة مفرحة مبهجة (أثلجت قلوبنا)، تُعبِّر عن الانتصار والعزيمة والإصرار (نصرة قوية وفرحة)، صورة أرسلت لكل العالم بحكوماته وشعوبة، رسالة انتصار المقاومة الفلسطينية، وصمود شعب الجبارين، بما يعنى فشل وعجز الكيان الصهيونى الاستيطانى والعنصرى عن تحقيق أهداف عدوانه، على مدى 15 شهرا منذ الثامن من أكتوبر 2023، على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة، هذه الأهداف التى أطلقها العدو، وهى القضاء على المقاومة الفلسطينية حماس، وتحرير الأسرى الإسرائيليين عبر عملية عسكرية، وإنهاء وجود حركة حماس عسكرياً وسياسياً.
ولا يمكن أن ننسى صور الشعب اللبنانى وهو يعود إلى قراه فى الجنوب بعد انسحاب جيش الاحتلال من قرى الجنوب اللبنانى مرسلاً نفس رسالة العزيمة والصمود فى مواجهة الآلة الحربية الجهنمية الصهيونية.
أصابت هذه الصور المشرقة العدو الصهيونى، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب تاجر الصفقات بالصدمة ولم يتمالك نفسه وأطلق أوامره بتهجير الفلسطينيين أصحاب الأرض من غزة إلى سيناء المصرية، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، (وتوتة توتة خلصت الحدوتة) ويقيم الصهاينة “الدولة اليهودية على أرض فلسطين العربية، من النهر إلى البحر خالصة للشعب اليهودى وحده، وذلك وفقا لقانون القومية اليهودية (الصادر من الكنيست الإسرائيلى فى 2018، بمباركة ترامب فى عهد ولايته الأولى للولايات المتحدة الأمريكية)، وبعد ذلك يحقق ترامب هدفه الذى بدأه فى عام 2020، بعقد اتفاقيات “السلام الإبراهيمى” مع قطر والبحرين والمغرب، وذلك باستكمال التطبيع مع بقية الدول العربية، وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية، ويتم تصفية القضية الفلسطينية.
فشل ترامب فى تحقيق صفقة القرن الأولى، ومحاولة تمريرها فى مؤتمر البحرين الاقتصادى عام 2019، والتى قام بالتسويق لها صهره جاريد كوشنر، ويعيد المحاولة بصفقة ثانية، بتهجير الفلسطينيين وإقامة الدولة اليهودية، ضمن “مخطط الشرق الأوسط الجديد”، بضم الكيان الصهيونى مع الدول العربية ودول إقليمية، ويتم محو هوية وتراث وثقافة وآثار وموروثات وطننا العربى، لصالح القوى الاستعمارية الأمريكية الصهيونية.
إن مخطط التهجير ليس جديدا”، فمنذ قيام الكيان فى 1948، وهو يحاول تمرير مخططه، وتم عرض خطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء على حكومة النقراشى باشا عام 1948 فى عهد الملكية، وكان الرد قاطعا بالرفض، وبعد ذلك تم العرض مرة أخرى على الزعيم جمال عبد الناصر، بالتنازل عن 230 ألف فدان من سيناء المصرية لأهل غزة، وكان الرد بالرفض أيضا، ثم فى عام 2010، عرض إيجور ايلاند الصهيونى على الرئيس الراحل حسنى مبارك التنازل عن (720 كم2) من أراضى سيناء، ليتم تهجير أهل غزة الفلسطينيين إليها، وكان الرفض البات هو القرار.
وكما نرى مخطط التهجير سبق إعداده سلفا لتفريغ قطاع غزة من شعبه إما بالقتل والإبادة وإما بالتهجير إلى سيناء المصرية والسيطرة على القطاع عسكريا تمهيدا لضمه مع الضفة الغربية، بعد تهجير سكانها إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك لقيام الدولة اليهودية.
وفى بداية العدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى فى أكتوبر 2023، توالت التصريحات من قادة الكيان بالشروع فى التهجير القسرى، وكان رد مصر قويا رئيساً وجيشاً وحكومةً وشعباً بالرفض التام.
إن الشعب المصرى لن يتنازل عن شبر واحد من أراضيه، ولن يتنازل عن ذرة رمل من سيناء المروية بدماء الشهداء، ولن يشارك فى تصفية القضية الفلسطينية العربية بالسماح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء
سنقول لا ومليون لا نحن أصحاب الحق، وسندافع عن حدودنا وقضيتنا، وسنستمر فى دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطينى، حتى يقيم دولته على كامل التراب الفلسطينى وعاصمتها القدس الشريف.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والمصابين، والحرية للأسرى، والنصر للمقاومة، والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال، والخزى والعار للصامتين والمتواطئين والمشاركين فى إبادة الشعب الفلسطينى.
يقول الفلسطينيون:
ما بتمر هادى الصفقة ما بتمر
شعب حر مابيتنازل شعب حر
ياعالم قولوا لترامب ما بتمر.
ويقول الشعب الفلسطينى
وعهد الله ما نرحل
وعهد الله نموت نجوع ولا نرحل
احنا قطعة من ها الأرض
وعمر الأرض ما بترحل
دكتورة كريمة الحفناوى.