العراق وعدائية ترامب

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: أ.م.د. حامد العلي

باحث متخصص في الشأن الإسرائيلي

       وسط ترقب حذر كان تطلّع الحكومة العراقية لقرارات الإدارة الأمريكية الجديدة وخطواتها تجاه بغداد, معلنة تمسكها بالعلاقات الاستراتيجية الجديدة مع واشنطن, لاسيما وأن هناك إرث ثقيل من نقاط اللاعودة التي خلفتها إدارة ترامب السابقة, ولعل ابرزها زيارته السرية لقاعدة عين الأسد دون تنسيق مسبق مع الحكومة العراقية, ناهيك عن تصريحاته المتكررة حول العراق ووصفه قرار الحرب الأمريكية عليه بالخطأ وأنه أصبح تحت سيطرة إيران, وآخرها اصدار أوامره بتنفيذ حادثة المطار التي عدّت من أكثر المواقف حراجة للعلاقات العراقية الأمريكية, لاسيما بعد لجوء القضاء العراقي الى إصدار مذكرة قبض بحق الرئيس ترامب, ثم قيام مجلس النواب بالتصويت على قرار إخراج القوات الأمريكية من البلاد, والتي القت بظلالها سلباً على العلاقات بين البلدين.

       يرى أغلب الباحثين أن تقدم العلاقات العراقية الإيرانية قد أسهم في تراجع جودة العلاقات بين بغداد وواشنطن, وما ذكره النائب الجمهوري جو ويلسون بوصفه ان إيران تسيطر على الحكم في العراق, موصياً إدارة ترامب بضرورة إصلاح ذلك الوضع, يرسم ملامح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه العراق, بعد أن أصبحت المطالب الأمريكية واضحة ومنصبّة حول فك الارتباط السياسي والاقتصادي مع ايران. وهذا ما يتطلب التفكير الجدي بشأن ما سيؤول اليه من مخاطر.

       ومع الاعتراف بصعوبة تحقيق التوازن بعلاقات بغداد بين طهران وواشنطن, إلّا أن العراق يحتاج الى فريق عمل خاص لوضع استراتيجية قادرة على رسم ملامح السياسة الخارجية التي تحفظ للعراق مكانته وهيبته. ومع القناعة بأننا نمتلك خبراء وسياسيين في ما كان سابقاً, إلا أن طبيعة الأخطار والتحديات الجديدة تتطلب تشكيل فريق من المفاوضين والخبراء المختصين في ما سيكون مستقبلاً, والعمل على زجهم في مصادر صنع القرار, خصوصاً وأن دور العراق يحظى بأهمية بالغة في الحسابات الأمريكية, بدءاً من ثرواته وصولاً الى موقعه الجيوسياسي المهم لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تطمح إدارة ترامب في إقامته, بعد ان تم تحديده بأنه واحد من أهم مفاتيح الأبواب المغلقة للشرق الأوسط حسب تقرير مركز السياسات الأمنية في واشنطن.

   مما لا شك فيه أن شهية ترامب ستتسع للاستثمارات في البلاد بعد اكتشافات حقول نفط وغاز جديدة فيه, فضلاً عن دوره المحوري بإنجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد ومحاولات إنشاء إسرائيل العظمى اقتصادياً, والذي سيعطي العراق حسب فلسفتهم أهمية قصوى في تلك المرحلة التي ربما تقود الى التفكير في إنشاء قواعد أمريكية جديدة فيه, وهذا ما يتطلب أن يكون لاعباً قوياً خلال المرحلة المقبلة ورقماً صعباً في هذه المعادلة للوقوف بوجه تلك المخططات.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى