التنين الصيني المحب للسلام والإستقرار

اجنادين نيوز / ANN
قراءة وتحليل
بقلم / بهاء مانع شياع عضو الإتحاد الدولي للصحفيين و الإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين ومدير تحرير وكالة اجنادين الإخبارية.

تمر العلاقات الصينية الأمريكية بين الحين والآخر بحالة من عدم الاستقرار و التجاذب مدا وجزرا، فدائما تسعى الولايات المتحدة إلى خلق حالة من التنافس غير الودود، بين الحين والآخر تفرض رسوما كمركية كبيرة على البضائع الصينية وأخرى بخلق توتر في بحر الصين الجنوبي واستفزازا بالعلاقات مع تايوان وهكذا تحاول إثارة حالة من عدم الاستقرار ، وفي المقابل تعمل الصين على تخفيف حدة التوتر بين العملاقين وتسعى لبناء علاقات متكافئة تصب في مصلحة الدولتين والاستقرار العالمي.
وفي محور العلاقات الصينية الأمريكية تلقى الرئيس الصيني الرفيق شي جبنبينغ مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مساء 17 فبراير تبادل فيها الرئيس الصيني مع الأمريكي أطراف الحديث لمواضيع مهمة تبنى على أساسها علاقات متينة ومصالح مشتركة تخدم الجميع.
وقال الرئيس الصيني الرفيق شي لنظيره الأمريكي ” كلنا نولي اهتماما بالغا للتفاعل فيما بيننا ونتطلع إلى بداية جديدة للعلاقات الصينية الأمريكية في ولايتكم الجديدة، ونحن على استعداد لتحقيق تطور أكبر للعلاقات الثنائية عند نقطة الانطلاق الجديدة”.
لقد نمت الصين نموا سريعا وهائلا بفضل التخطيط الجيد والمدورس بصورة دقيقة بعد نجاح ثورتها وتأسيس جمهورية الصين الشعبية بقيادة الرفيق ماو سي تونغ وتعزز هذا التطور بأقرار الإصلاح والانفتاح عام 1978 وتواصل التطور الكبير وازداد بتسلم الرفيق شي جينبينغ قيادة الحزب والدولة واهتمامه الكبير بالامة الصينية ورفاهيتها وتبني الصين للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، ولم يقتصر هذا الإهتمام على الداخل الصيني بل شمل العالم اجمع من خلال مبادرة الحزام والطريق وبناء علاقات متكافئة بين الصين ودول العالم تحت شعار المصير المشترك للبشرية جمعاء والربح للجميع، والسعي الدائم لخلق أجواء إيجابية مع الولايات المتحدة من أجل استقرار العالم ومن موقع قوة.
وبين ذلك الرفيق شي قائلا ” إن كلا من الصين والولايات المتحدة كدولتين عظيمتين يسعى إلى تحقيق أحلامه ويعمل على تمكين شعبه من عيش حياة اجمل، ولدى البلدين مصالح مشتركة واسعة ومجالات تعاون رحبة، فيمكنهما ان يصبحا شريكين وصديقين لتبادل الانجاح وتحقيق الازدهار المشترك بما يعود بالخير على البلدين والعالم “.
إن من حق الجميع أن يبحث عن مصالحه التي تخدم بلده وشعبه وهو حق مشروع للصين والولايات المتحدة، لكن هذا الحق يحب أن لا يمس مصالح الدولتين والعالم وان يبنى على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، حيث اشار الرفيق شي خلال مكالمته إلى أنه من الطبيعي أن تكون هناك بعض الخلافات بين الصين والولايات المتحدة بأعتبارهما دولتين كبيرتين تختلفان من حيث الظروف الوطنية، ولكن اهم شيء احترام المصالح المشتركة الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر وإيجاد حلول ملائمة للمسائل.
إن العلاقات الاقتصادية هي اساس طريق السلام العالمي الذي بأدامته تسود المحبة والازدهار في العالم لاستفادة الجميع دون الهيمنة وفرض الارادات من طرف واحد وقد وضح ذلك الرفيق شي جينبينغ قائلا ” ان طبيعة العلاقات الاقتصادية التجارية بين الصين والولايات المتحدة هي المنفعة المتبادلة والكسب المشترك فلا ينبغي أن تكون المواجهة التصادم من خياراتنا ويتعين على الجانبين ان يعززا التعاون وفقا لمباديء الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والكسب المشترك في سبيل إنجاز مزيد من الأعمال الهامة والعملية المفيدة التي تخدم البلدين والعالم بما يمكن الصين والولايات المتحدة كسفينتين عملاقتين من الابحار نحو الأمام باستمرار على مسار التطور المستمر والسليم المستدام “.
إن الكلام الموزون العقلاني المتحضر والهاديء والدقيق دائما ما يجعل الطرف المقابل اذا كان صادقا يمثل له ويثمنه لشعوره بالراحة كونه يمثل حقيقة وليس مجاملة من موقع ضعف بل من موقع قوة و محبة ورؤيا صادقة تخدم مصالح الجميع حيث شكر الرئيس دونالد ترامب الرئيس الصيني الرفيق شي جينبينغ على تهانيه قائلا انه يعتز بالعلاقات العظيمة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ وآملا في مواصلة الحوار والتواصل ومتطلعا إلى لقاء الرئيس شي في أقرب وقت، أن الولايات المتحدة والصين هما دولتين في عالم اليوم فلابد لهما من الحفاظ على الصداقة المستدامة وبذل جهود مشتركة في الحفاظ على السلام في العالم .

زر الذهاب إلى الأعلى