شجون عراقية:( بمناسبة عيد الحب).

اجنادين نيوز / ANN

بقلم د كريم صويح عيادة

في عام (١٩٥٢) رسم الفنان الروسي(ريشيتنيكوف) لوحة رائعة بعنوان (الرسوب المتكرر)، ربما الكثير منا لا يعرف معناها الحقيقة لان الرمزية ولغة الجسد عالية فيها:(الطفل الراسب يقف في خجل بدلالة حمرة وجهه وميلانه بعيدا عن عائلته، وطبيعة وقفته، والحقيبة المدرسية المتدلية في يده تدل على فشله، وخلفه حائط داكن بزرقته لتأكيد على مدى أنكساره !!، والدته تنظر إليه في حزن وضيق يظهرهما ضم اليدان والقدمان والدالتان على عدم الارتياح الكبير!!، وشقيقته وراءها شباك يغمر نوره منه الحجرة، وهي تنظر إليه مؤنبة ممسكة بكتاب يذكره بإخفاقه!!، حتى شقيقه الصغير ينظر له بشماتة وهو راكباً دراجته ملتصقاً بوالدته !!، أما الكلب فكان الوحيد الذي يقفز عليه ويحاول أحتضانه هو ينظر إليه في حب وحنان !!).
في هذه اللوحة البديعة نجح الكلب وفشل أفراد العائلة في أختبار الحب الحقيقي، لان حب الكلب للطفل حقيقي بعيدا عن المصالح، وكأنه يقول لهم حبوه ناحجا او فاشلا..
تشير الدراسات أن الحيوانات الاليفه تقدر أقل لمسه حنان او عطف أو عطاء وتعبر عن ذلك بطرق مختلفة، وحتى الحيوانات المفترسة لا تهجم على فريستها إلا بدافع الجوع او العطش، وربما كليهما مشروع، بينما هناك من البشر لم يعرفوا الحب والاحترام إلا لاستغلال الاخرين والمصالح الشخصية حتى ولو كانت ضيقة وآنية، واخطر تلك المخلوقات المحسوبة على البشر تجدهم وهم جوعي منكسرين أمام الجميع لكن خطورتهم تظهر عندما يشبعون فإنهم يفترسون من أمامهم حتى من يحبوهم..فالحقير ينكر الجميل بمجرد أن يجد البديل بل يعض اليد التي امتدت له بالخير بينما ليلعق القدم التي تركله.

جميع بنو البشر(اباء ،امهات، زوجات، اولاد، اصدقاء، زملاء) مروا بلحظات فشل وخيبة أمل للاسف يشح الكثير عنهم بكلمة او عناق او موقف مشرف حينما يكونوا بأمس الحاجة له، لكن معظمنا يجيد الغيبة والنفاق وبالسن حداد، ويتباهى بالقتل والسبي والفوقية وفي نفس الوقت نخجل من كلمة حب وود بل هناك من يحرم تهنئة الاخرين باعيدهم.. ما أعرف لماذا يذكرني عيد الحب بالاديب توفيق الحكيم!؟ الذي وضع 15شرطا قاسيا على جارته الحسناء ليتزوجها ولكنه تنازل عنها واحد تلو الاخر أيام معدودات عندما أحبها.
كل عام وانتم بالف خير بمناسبة عيد الحب، ولو اني اؤمن بان المحبة وأعياد الام والاب ليس لها أيام محددة بل هي موجودة في كل زمان ومكان.