الصين .. ومئوية التحرير والبناء والإزدهار

اجنادين نيوز  / ANN
بقلم: باسم محمد حسين
ـ التعريف بالكاتب: كاتب وإعلامي معتمد للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية في الجزائر؛ وعضو ناشط في #الاتحاد_الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين؛ ورئيس فرع البصرة للنقابة الوطنية للصحفيين #العراقيين، ومدير التحرير المسؤول لمجلة “#الغد”، وعضو ناشط في الحزب #الشيوعي العراقي.

ـ تحرير وتدقيق: الأكاديمي مروان سوداح

منذ نهاية يونيو الماضي وأوائل يوليو الحالي لهذا العام، بدأت الصين قيادة وشعباً إحتفالاتها بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي العظيم، ونحتفل سويًا معهم إلى جانب الكثيرين من محبي الصين وحزبها العريق بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.

الحزب الشيوعي الصيني العريق الذي بدأ مؤتمره التأسيسي في الفترة من 23 – 31 يوليو 1921، في مدينة شنغهاي، في الجنوب الشرقي من جمهورية الصين الشعبية، المترامية الأطراف، ثم انتشر وتوزع في جميع أنحاء الصين، ثم قاد الدولة وبدأ ببناء الأسس المتينة للدولة الجديدة منذ عام 1949، ويستمر ببنائها وتعزيزها لغاية اليوم. البناء الناجح يستند إلى أساس قوي ومتين وناجع ايضاَ، والحزب الشيوعي الصيني بدأ بصياغة إنسان جديد كان ولا يزال هو الغاية والوسيلة بذات الوقت في هذا للبنات جديدة قوية لبُنيان جديد، فقد كان للتثقيف الممنهج الصحيح المُستند الى الماركسية – اللينينية وتطوير هذه النظرية الاشتراكية لتكون ذات خصائص صينية، كي تتلائم مع أوضاع البلاد من جميع الجوانب، لكون الصين كبيرة المساحة ومتعددة الإثنيات واللغات وكثيرة التضاريس الجغرافية، ولها ماضٍ زاهر يشهد له الجميع فلا بد ان تكون لها خصوصية في التطبيق، وفعلاً نجح الحزب الشيوعي الصيني بهذا المسعى وها هي الصين اليوم تتربع على عرش العالم في عدة مجالات وفعاليات ونشاطات.
لم تكن مسيرة الحزب سهلة وطريقها معبد أو مفروش بالورود، بل كان هناك نضال شاق ومرير ودموي تحمله البُناة المناضلين الأوائل، مروراً بأقرانهم عند استلام الحكم عام 1949، وصولاً الى مناضلي اليوم وزعيمهم الفــذ الرفيق العزيز شي جين بينغ، إذ اجتاز الحزب طيلة هذه المسيرة الوضّاءة عدداً كبيراً من الصعاب والعثرات، وقاتل قتالاً شرساً الأعداء والسائرين في ركاب المُستَعمِر، وعمل جاهداً كي يرفع المستوى المَعاشي للشعب الصيني، فقد كانت الصين قبل ذلك دولة زراعية تستخدم الثيران لحراثة الأراضي، ولكنها اليوم تستخدم تقنيات زراعية متطورة تتفرد بها دون دول العالم، فأصبح الانتاج أكثر كمًا وأفضل نوعًا، بفضل جهود الدولة والخبراء والمناضلين، فأضحت كلفة الحصاد قليلة، مقارنة بعائد البيع، الأمر الذي عاد بالخير العميم على الشعب هناك.
لا مندوحة عن القول، بأن النجاحات التي حقّقها الحزب الشيوعي الصيني من خلال قيادته للشعب الصيني العظيم، لم يحققها أي حزب شيوعي آخر (بالرغم من وجود نجاحات عديدة للأحزاب الشيوعية في العالم). فالتقدم الصاروخي في الصين لم يترك اي مجال إلاّ ودخله من أوسع الأبواب، وأفضل دليل على ذلك هو تحقيق الهدف الأسمى للحزب، ألا وهو القضاء على الفقر المُدقع في جميع أنحاء الصين (المدينة والريف)، والسعي الجاد لتحقيق مجتمع العيش الرغيد. وهذا ما ذكره الرفيق (شي) في كلمته السامية خلال الحفل المركزي المَهيب بهذه المناسبة.
لا يمكن تناسي نجاح الصين في التصدي لوباء كورونا، الذي فتك بالكثير من الناس، فكانت الصين من أوائل الدول التي ابتلت به، ولكن صرامة الاجراءات ودقتها في الوقاية والعلاج، جعلت هذه الدولة العملاقة تنجح نجاحاً باهراً في هذا المضمار، ولم تسجل اصابات جديدة في الوباء في البر الصيني باستثناء الاصابات الواردة منذ فترة ليست قصيرة، وتواجد الصينيين بأعداد غفيرة في الاحتفالات هذه الأيام خير دليل على ذلك.
لم يسجل على الصين تاريخياً انها استعمرت دولاً أو مناطق أو استعبدت شعوبًا، بل هي تعرضت لتلكم الاستعمار وعلى فترات عديدة طيلة تلك العصور. ولكن بعد التحرير وقيام جمهورية الصين الشعبية، نهضت الصين نهوضاً سريعاً، وتقدمت في جميع المحافل العالمية، وهذا ما أشار إليه الرفيق الأمين العام للحزب، بأن “الصين لن تسمح لأية جهة في العالم بأن تضطهد أو تقهر شعبنا، بل سنسعى للسلام العالمي وتحقيق التشارك في العيش الرغيد لكافة الشعوب”.
احتفالات العيد المئوي للحزب الشيوعي الصيني والتي حضر جزء منها الزعيم (شي)، وأعضاء القيادة، رسمت الفرح الغامر على وجوه جميع أبناء الشعب الصيني وأصدقائه وحلفائه ومحبيه، الذين يدركون جيداً بأن ما وصلت الصين أليه اليوم من تقدم في مجالات الصناعة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات وبناء الطرق والجسور العملاقة، والولوج إلى الفضاء الخارجي وغيرها، إنما جاءت بتفاعل ما بين الحزب الشيوعي والشعب الذي بقوده الحزب.
أمنياتنا الصادقة للشعب الصيني وحزبه العريق بدوام التقدم وصولاً للأهداف التي تخدم الإنسانية جمعاء.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى