الذكرى السنوية 63 للعلاقات الدبلوماسية بين الصين والعراق ( الجزء الأول )
اجنادين نيوز / ANN
بقلم / وو فو قوي / عبد الكريم
ـ مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي
ـ عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافية الدولية
ـ كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني
ـ كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات و التنمية
ـ كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية
ـ تدقيق وتحرير: الأكاديمي مروان سوداح
يُسعدنا أنا و زملائي أن أكتب هذا المقال الموجه لأصدقائنا العراقيين والعرب، الذين نحن وهم يُظللنا سقف واحد، ملبيًا دعوة سعادة الأكاديمي مروان سوداح رئيس الإتحاد الدولي الصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء و حُلفاء الصين؛ ورئيس الفرع الجزائري للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين، مدير موقع شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر، الاستاذ عبد القادر خليل؛ احتفالًا بالذكرى السنوية الـ63 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والعراق.
يصادف يوم 25 أغسطس المقبل، الذكرى الـ63 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين والعراق، وهي ذكرى استثنائية ذات مغزى عميق في ظل ظروف اجتياح فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، والذي تعززت خلاله الصداقة التقليدية بين الصين والعراق خلال تعاونهما في المعركة ضده .
في جِعاب الصين والعراق يكمن تاريخ عريق وحضارة زاهية وشعب كدود وشجاع وذكي، وقد قدّم الشعبين مساهمات هامة للحضارة البشرية على امتداد التطور التاريخى الطويل، إذ تتحدث وثائق التاريخ عن أنه قبل أكثر من ألفي سنة، أقام الصينيون والعراقيون اتصالات و تبادلات وثيقة عبر طريق الحرير، مما سطر صفحات تاريخية لصداقة شعبينا، وهو ما أفضى إلى تسريع إقامت العلاقات بين دولتينا المعاصرتين، فأُضفيت علائم رونقة جديدة على صلاتهما في الصداقة والتآخي بينهما منذ نهاية الخمسينات من القرن العشرين.
في ظل المستجدات التاريخية، نقرأ أن الحكومة الصينية أرسلت في يوم 16 يوليو عام 1958، برقية إلى حكومة الجمهورية العراقية آنذاك، اعترفت فيها بالنظام الجمهوري العراقي بعد ولادته بيومين فقط. وفي يوم 25 من أغسطس نفس العام، قررت الحكومتان الصينية والعراقية إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء، الأمر الذى فتح صفحة جديدة في سجل علاقات البلدين. وعلى مدى63 سنة مضت، قطعت علاقات الصداقة و التعاون بين الصين والعراق أشواطًا كبيرة على اساس المبادىء الخمسة للتعايش السلمي، بفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل البلدين حكومة وشعبًا، حيث يتبادل الجانبان الزيارات والاتصالات الودية باستمرار، وشرع البلدان بتعاون مثمر في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والصحية وألخ، ليزداد التفاهم وتتعمق الصداقة عمقًا يومًا بعد يوم. تنتمى كل من الصين و العراق إلى الدول النامية التي تواجه مهمة مشتركة للتنمية الاقتصادية، ورفع مستوى معيشة الشعب، وتحقيق التقدم الاجتماعي. ويتمتع البلدان بطبيعة تكاملية متبادلة قوية اقتصاديًا، الأمر الذى يُرسي قاعدة طيبة لزيادة توسيع ابتعاون بينهما على أساس المنفعة المتبادلة.
تعتز الصين حكومة وشعبًا كل الاعتزاز بصداقتها مع العراق، وتحرص على دفع علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا إلى مزيد من التطور. واننا إذ نسجل تعاطفنا العميق مع الشعب العراقي الذى يعاني الأن من العقوبات، نقدم إليه كل ما في استطاعتنا من المساعدات، انطلاقا من الروح الانسانية. وأود بهذه المناسبة أن أؤكد مجددًا على ان الحكومة الصينية ستواصل جهودها لدفع إيجاد حلٍ مُبكِر للقضايا التي خلّفتها حرب الخليج، بما فيها العقوبات المفروضة على العراق، استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ونتطلع الى المستقبل ونحن أبناء البشرية على مشارف سنة 2022 واثقين بأن روابط التعاون الودي بين الصين والعراق، سوف تزداد قوة على أساس المساواة و المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة بفضل تضافر جهود الطرفين لما فيه خير لبلدينا وشعبينا.
وختامًا، أتمنى للصداقة التقليدية بين الشعبين الصيني والعراقي ولاقات التعاون الودي بين البلدين مزيدًا من التطور والنمو لتشمل كل مجال وفضاء.