مدينة خه تسه الصينية تجعل العالم يقع في حب الفاوانيا

اجنادين نيوز / ANN
بقلم الإعلامية الصينية فيحاء وانغ شين
أفتتح المؤتمر العالمي السنوي للفاوانيا ومهرجان الفاوانيا السياحي يوم الثلاثاء ( 8 ابريل ) في مدينة خه تسه، التي تقع في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين على ضفاف النهر الأصفر، ثاني أطول نهر في الصين، وقد اكتسبت شهرة كبيرة في زراعة زهور الفاوانيا. وتعد المدينة موطنا لأكثر من 1300 نوع من زهور الفاوانيا، وتعتبر أكبر قاعدة للفاوانيا في العالم من حيث الزراعة والبحث والتصدير.
في عيون الصينيين أن زهرة الفاوانيا أو عود الصليب هي الرمز إلى الرفاه والثروة والحظ والازدهار. ألوان الفاوانيا عديدة.. حمراء وصفراء، خضراء وزرقاء، بنفسجية وبرتقالية، هي زاهية لا مبتذلة، هي فاتحة وقاتمة، أنواعها بالمئات.
يختلف عبق الأزهار باختلاف ألوانها وأنواعها. وبصورة عامة، كان العبق للازهار البنفسجية قويا، وللبيضاء كثيفا، وللزرقاء ذات اللقاح الاصفر منعشا، فتجري عبارة تقول: يمكن معرفة أي نوع من الأزهار بمجرد شم عبقه.
ازهار الفاوانيا وضيئة ورزينة، هيئاتها متعددة، فروعها وسوقها إما ناعمة وإما باسقة. أوراقها منتظمة التركيب، تتغير ألوانها مع الربيع والخريف، تعطي الناس متعة جمالية لا متناهية.
وأكثر ما يجذب حب الناس لها، هي سحريتها المغرية. قال شاعر صيني: ازهارها تنور كلوحة ربيعا، اوراقها نظيفة كأنما غسلت بالماء صيفا، فروعها باسقة كالحديد خريفا، براعمها صامدة امام البرد كأزهار الخوخ شتاء.
الفاوانيا جمعت حيوية السماء والارض في دخيلتها، فتحظى بحب الكائنات. لقد تكونت مشاعر عميقة بين الانسان والفاوانيا، فتشكلت عادة تقليدية للتمتع بجمالها متوارثة جيلا بعد جيل.
تكاد عادة زراعة الازهار (حبها والتمتع بجمالها) تشيع في كل انحاء البلاد. اما الاقبال على ازهار الفاوانيا فبدأ منذ 1500 سنة حتى يومنا هذا. أصبحت زراعة الفاوانيا والتمتع بازهارها والكتابة عنها ورسمها وتطريزها ونحتها وغناؤها وتصويرها .. أصبحت ثقافة خاصة تحبها جماهير الشعب. وفي الوقت الحاضر، أصبحت الفاوانيا التي موطنها الاصلي بلاد الصين، أكثر الازهار جمالا، بعد تعميم زراعتها في أماكن اكثر وتحسين سلالاتها وتبادل بذورها بين الداخل والخارج.
وتشتهر مدينة خهتسه بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين بأنها “مسقط رأس الفاوانيا”، حيث يقع فيها أكبر قاعدة للفاوانيا في العالم من حيث الزراعة والبحث والتصدير. وبعد أن تم تصدير أزهار الفاوانيا بالمدينة عالميا منذ خمسينيات القرن الماضي، فإنها تمثل أكثر من 70 بالمائة من تجارة بذور وشتلات الفاوانيا العالمية.
وخلال السنوات الأخيرة، تعمل المدينة على تطوير مختلف الصناعات المتعلقة بالزهرة لدفع تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، ما ساعدها على زيادة فرص التشغيل وتوسيع أسواق منتجاتها في أرجاء البلاد وحتى العالم.
وحسب السجلات التاريخية، فإن تاريخ زراعة الفوانيا في ختسه يعود إلى أكثر من ألف سنة. وتمتاز المدينة بأراضيها الشاسعة والصالحة لزراعة الفوانيا، ومناخها المعتدل، وكانت المدينة منذ التاريخ القديم الى يومنا هذا معروفة بزراعة زهور الفوانيا في الحدائق المنزلية والشعبية والشوارع وكذا في الأماكن العامة.
يحب الشعب الصيني زهرة الفوانيا التي تسمى ب”ملكة الزهور” في الصين، ليس بسبب مظهرها الأنيق وألوانها الزاهية وروائحها الجذابة فحسب، بل لكونها رمز للثروة والسعادة وحسن الحظ في الثقافة التقليدية الصينية. وبالإضافة إلى ذلك، كان القدماء الصينيون قد وجدوا القيم الغالية للزهرة في الطب وتقوية الجسم. وخلال السنوات الأخيرة، أنشأت مدينة ختسه العديد من الحدائق الخاصة بزراعة زهور الفوانيا، ونجحت في مشتلة أكثر من ألف وثلاثمائة نوع من تسع ألوان وعشرة أشكال من هذه الزهور. فضلا عن ذلك، تم بناء عشرات من القواعد الخاصة بتربية زهور الفوانيا لإجراء البحوث العلمية عليها، حيث أستخدمت بذور الزهرة في صنع الزيت ومدقاتها لصنع الشاي، أما بتلاتها، فتستخدم لاستخراج الندى لصنع مواد الغذاء والطب والمكياج وغيرها. فيمكن القول إن قيم الفوانيا الصالحة للأكل والطب والمشاهدة قد أُكتشفت بشكل تام هنا.
وبفضل سعي المدينة إلى تطوير صناعات الفوانيا المختلفة، لم تشتهر زهرة فوانيا ختسه في أرجاء البلاد فحسب، بل أن بذورها والمنتجات المعنية بها قد صُدرت إلى العديد من الدول، والتي نالت الإعجاب من الناس بمختلف دول العالم. وبالإضافة إلى نشر ثقافة الفوانيا الصينية إلى العالم، يساعد نمو صناعات الفوانيا على توفير المزيد من فرص التشغيل للمحليين وخاصة للذين يعيشون في الأرياف المحلية، حيث يشارك العديد من الريفيين في العمل بالمصانع والمراكز الثقافية أثناء أوقات فراغهم في أعمالهم الزراعية العادية، لإنتاج المنتجات وتعلم رسم الفوانيا بالأسلوب التقليدي الصيني، من أجل تعميم ثقافة الفوانيا إلى العالم، ما يساعدهم على زيادة دخلهم وتحسين مستوى معيشتهم.
ومن أجل تعريف العالم بزهرة فوانيا ختسه وروي القصص المعنية بالثقافة والتاريخ والقيم التي لها علاقة بزهور الفوانيا الصينية، تستضيف مدينة ختسه المؤتمر العالمي للفاوانيا ومهرجان الفاوانيا السياحي سنويا بحضور السفراء الأجانب لدى الصين والخبراء والصحفيين من مختلف الدول، الذين يتجمعون في هذه المدينة ذات التاريخ الطويل في أحسن موسم لمشاهدة زهور الفوانيا، ومناقشة ما حول ثقافة الفوانيا وآفاق التعاون الدولي بين مختلف الدول في تطوير صناعات زهور الفوانيا الصينية.