شجون عراقية:(ابتزاز الطالبات في الجامعة)

اجنادين نيوز / ANN

بقلم د. كريم صويح عيادة

تكرر استغلال الطالبات في الجامعة وكان آخرها ما حدث في جامعة تكريت، حيث ارتكب الاستاذ رذيلته وقتل الحارس بسيارته دهسا والذي يعني اجتماع الفاحشة والقتل في شخص عنوانه(استاذ جامعي ومربي واكاديمي)، ان هكذا تصرف يدل على الانحدار المجتمعي لان الجامعة تمثل المجتمع من وجهة نظر علماء الاجتماع، وما خفي كان اعظم لان كل مشكلة تصل للادارة فهناك عشرة امثالها لم تظهر كما يقول أرباب الإدارة، خصوصا بالمجتمعات المنغلقة والتي تعاني من الهدي الظاهري او الايمان الطقوسي، ان مايجري بالحرم الجامعي ليس بدعة او حالة نادرة بل جزء من التخلف العربي والخلل الواضح في المنظومة التربوية وتعبير عن روح الدكتاتورية للمسؤولين ومنهم الاستاذ الذي يستغل هذه المنظومة لصالح غرائزه وشهواته، مع كل الاحترام لاساتذتنا الافاضل وما اكثرهم وقلة هكذا حالات مشينة للعلن بسبب عاداتنا وتقاليدنا واعرافنا، ولكنها موجودة وتنتشر وتتكرر وتحتاج لعلاج جذري لؤادها.

يصف معظمنا وخاصة الساسة ورجال الدين والمتطرفين الغرب بالانحلال الأخلاقي والكفر ومع ذلك لم تسجل مثل هذه الحوادث في جامعتهم الا ما ندر وحتى التحرش في مؤسساتهم يعتبر معيبا.

ان استغلال الأستاذ لصلاحيته بشكل تعسفي تم معالجته في الدول المتقدمة والجامعات المعتمدة اكاديميا، بتهيىة الاستاذ مهنيا ونفسيا بدورات معدة لهذا الغرض، وجعل الأسئلة الامتحانية موحدة وخاضعة لرقابة لجان امتحانية مهنية بأسلوب blue print (الأسئلة شاملة حسب حجم الفصل في المادة العلمية)، وتنوع الأسئلة (هرم blooms) بين الفهم الحرفي والاستنتاجي والتقيمي والابداعي وبنسب متفق عليها مقدما في مجلس الكلية وممثلين الطلبة، وتعطى نماذج منها بعد كل محاضرة، وحتى تصحيح الإجابات يتم من قبل مصحح اول ثم استاذا اخر يدقق بعده لاحقاق الحق وتطبيق العدالة، وحين تعلن النتائج فان الحلول الصحيحة تعلن معها كي يعرف الطالب أخطاءه ومن حقه الاعتراض بسهولة.

على وزارتي التعليم والتربية معالجة هكذا ظاهرة بكل الطرق العلمية والثقافية والتاديبية بإنزال اشد العقوبات بهكذا طفيليات تستغل الحرم الجامعي وفسحة الحقوق الممنوحة للأستاذ واحتياج الطلبة للنجاح. كما نتمنى من منظمات اامجتمع المدني وحقوق المرأة والطفل والميديا الفنية معالجة هكذا مشاكل باحترافية كما حدث في مسلسل لام شمسية. لما لها من تاثير على المجتمع .

اللهم احفظ العراق واهله وكل بني الإنسانية

زر الذهاب إلى الأعلى