باسم فضل الشعبي: البلاد تسير نحو المجاعة، والتفكك والتحلل الكلي، الذي سيضر بالجميع، ومستعدون للمشاركة في تحمل المسؤولية إذا أراد الشعب ذلك

اجنادين نيوز / ANN
في حوار صريح وشيق مع رئيس التيار الوطني للتصحيح والبناء،في اليمن، باسم فضل الشعبي: البلاد تسير نحو المجاعة، والتفكك والتحلل الكلي، الذي سيضر بالجميع، ومستعدون للمشاركة في تحمل المسؤولية إذا أراد الشعب ذلك
– تيار التصحيح امتداد للحراك السلمي ولكل نضالات شعبنا اليمني الحرة من أجل العدالة والبناء والمساواة والكرامة
– الاهتمام بالشأن العام منذ وقت مبكر جعلني أختار الصحافة والإعلام كدراسة ومهنة
– سعينا إلى استخراج ترخيص رسمي لتيار التصحيح والبناء كحزب سياسي، وطلبنا مرهون بتشكيل لجنة شؤون الأحزاب
– تيار التصحيح إضافة جديدة للساحة اليمنية ولدينا مشروع كبير يدمج بين الطموح والخبرة لحل مشكلات البلاد
– المنطقة والعالم أمام متغيرات عظيمة وكبيرة ستكون لها نتائج إيجابية على سعادة وخير البشرية
– التصحيح والبناء مشروع جديد مستمد من ديننا الإسلامي لدعوة الناس للخير وإصلاح الطريق أمامهم من أجل الخلاص
– نسعى لأن تكون لنا علاقات شراكة حقيقية مع التحالف العربي والصين وأمريكا وروسيا وغيرها لبناء بلدنا وخدمة شعبنا وليس لمطامع شخصية وذاتية
المقدمة:
يعد باسم فضل الشعبي، واحدًا من الصحفيين والإعلاميين اللامعين في سماء الصحافة اليمنية والدولية، ومنذ الأحداث الأخيرة في اليمن برز بصورة لافتة، وأصبح من أكثر الكتاب والصحفيين تأثيرًا في المشهد.
في الفترة الأخيرة اتجه نحو العمل السياسي بصورة مرتبة ومنظمة، ورغم التحديات وصعوبة الظروف، إلا أنه استطاع أن يؤسس التيار الوطني للتصحيح والبناء، كتيار مدني وسياسي مستقل، ومعارض لأداء الحكومة، إلى جانب كوكبة من الشباب في عدن، وأصبح للتيار فروع في عدد من المحافظات المحررة، وأصبح مشروع التيار وأفكاره يستهوي ويلهم الكثير من الشباب في عدن واليمن، المتطلعين للتصحيح والتغيير والبناء في بلدهم.
وفي شهر مارس الماضي، عُين في منصب دولي رفيع، وهو رئيس الفرع اليمني لاتحاد الصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين، وهو قرار نال اهتمام الناس في عدن واليمن، الذين مايزالون يتذكرون الأيادي البيضاء لدولة الصين في البناء والدعم الاقتصادي والخدمي في البلد، خلال العقود الماضية، ويأملون أن يكون الاتحاد بوابة لإعادة فتح علاقات جديدة مع الصين، تسهم في إعادة إعمار اليمن ونهضته وتطوره من جديد.
فإلى الحوار:
حاوره: حنان قاسم الشعيبي
– بداية، من المعروف أن باسم الشعبي هو صحفي بارز، وله باع طويل في مجال الصحافة والإعلام، ولكنه في الفترة الأخيرة اتجه صوب العمل السياسي، وأصبح لديه تيار مدني وسياسي، ظهر بقوة ينادي بالتصحيح والبناء… ما السر في ذلك؟
نعم صحيح أنا صحفي، بدأت حياتي الصحفية والإعلامية قبل ربع قرن تقريبًا، كمسهم في الصحافة المحلية اليمنية، ثم وجدت أن هذه المهنة تستهويني، فوجدت نفسي أنتقل مباشرة من مسهم إلى صحفي ومراسل في عدد من الصحف والمواقع اليمنية والعربية، خصوصًا بعد التحاقي في العام 2000 بقسم الصحافة والإعلام في كلية الآداب جامعة عدن، ومن هناك تفجرت موهبتي وقدراتي في مجال الصحافة، وأحببت هذه المهنة، ومازلت أعشقها وأمارسها إلى اليوم.
أما بخصوص الانتقال للعمل السياسي، فأريد القول أولًا إن الصحافة هي أصلًا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياسة مادامت تهتم بالشأن العام، وتشتغل على قضايا ومعاناة وهموم وتطلعات الناس. وفي الحقيقة لقد وجدت نفسي منذ وقت مبكر مهتمًا بالسياسة، حتى قبل أن ألتحق بالصحافة، بمعنى أن الميول والاهتمامات السياسة كانت سباقة، وأعتقد أنها كانت هي الدافع والمحفز للالتحاق بالعمل الصحفي والإعلامي.
– كم كان عمرك حينما بدأت تهتم بالشأن العام والقضايا السياسية في البلاد؟
كنت صغيرًا في الإعدادية أو الثانوية تقريبًا، لربما الأمر متعلق بمسألة فطرية أو شيء من الله جعلني أغوص في قضايا الشأن العام منذ عمر مبكر، بالإضافة إلى أنني بدأت القراءة والاطلاع على المجلات والصحف والكتب، حينما كان عمري في العاشرة تقريبًا، وهذا في تصوري هو الذي حدد ميولي، وجعلني أختار الالتحاق بالصحافة كدراسة ومهنة في الوقت نفسه.
أما بالنسبة للتيار الوطني للتصحيح والبناء فهو حاصل جهد وتجربة طويلة في العمل المدني والسياسي، كنا فيها حاضرين كمتابعين ومراقبين أو كمشاركين في كل المراحل التي مرت بها البلاد، وتحديدًا منذ العام 90 وحتى اليوم، والتيار هو جهد وعمل جماعي، وهو ملك كل قياداته وأنصاره وكوادره، وليس ملك شخص مهما كان دور هذا الشخص وجهده.
– هل تطمح في أن يتحول التيار إلى حزب سياسي مثلًا؟
نعم، وكل قيادات التيار وأنصاره يطمحون لأن يكون لهم إطار مدني وسياسي رسمي مرخص من الدولة، ونحن بدأنا في الإجراءات منذ عدة أشهر، ومنتظرون أن تقوم الحكومة بتشكيل لجنة شؤون الأحزاب، التي انتهت صلاحيتها في 2014، كما أخبرنا الإخوة في وزارة الشؤون القانونية، لأن هذه اللجنة هي المعنية بإصدار التراخيص الخاصة بالأحزاب.
– وهل تتوقع أن يقدم تيار التصحيح والبناء شيئًا جديدًا للبلاد في ظل فشل النخب والأحزاب، وتدهور الأوضاع بصورة خطيرة؟
نعم، أتوقع ذلك، بل متأكد من أننا سنكون إضافة جديدة ومهمة في الساحة اليمنية، فنحن لحد الآن عملنا أغلبه منصب في تصحيح الأوضاع ومكافحة الفساد، وسجلنا إنجازات كبيرة ومهمة في هذا الملف منذ بدأ التيار نشاطه في أكتوبر 2023، عالجنا الكثير من قضايا الفساد عبر النيابة العامة والمحاكم المختصة، وهنا أجدها فرصة لتقديم الشكر للقاضي قاهر مصطفى، النائب العام، على شجاعته وتعاونه معنا، واهتمامه بالشكاوى والبلاغات والملفات التي قدمناها إلى مكتبه، فضلًا عن كوننا اشتغلنا على موضوع الوعي لغرس فكرة وأهمية التصحيح لدى الرأي العام، وتحويل التصحيح إلى قضية تهم كل الناس، وأعتقد أننا نجحنا في هذا المسار أيضًا، بحيث أصبح التصحيح اليوم ضرورة كبرى لإنقاذ البلاد من المجاعة و التفكك والانهيار والتحلل الكلي.
– كثيرًا ما تتحدث عن التصحيح ومكافحة الفساد وإصلاح السلطة، مع أن الفساد ليس في السلطة فحسب، بل في المنظومة السياسية والاجتماعية ككل، ويبدو أن التصحيح يكاد يكون من المستحيلات، بخاصة في الوقت الراهن، نرى أنه حتى لو قامت ثورة لن تصلح الوضع، لأننا شهدنا ثورات من قبل، ولكن البلاد تسير من سيئ إلى أسوأ؟
لا شيء مستحيلًا مادام الله موجودًا، والإنسان اليمني قادر على إحداث التغيير والتصحيح إذا وجه بشكل سليم وصحيح وبأمانة أخلاقية ووطنية، نحن لسنا مؤيدين لما تقوم به الحكومة الحالية، نحن منذ البداية اعتبرونا صوتًا معارضًا، لأننا أول من أسس إطارًا وعملًا منظمًا لمكافحة الفساد، وطالب بالتصحيح، في وقت كان هناك صمت رهيب من الجميع، ولكن عملنا بدأ عبر مراحل، صحيح في المرحلة الأولى طالبنا بالتصحيح داخل مؤسسات الدولة، والاهتمام بالأوضاع الاقتصادية، ومعيشة الناس ورواتبهم، ووجهنا رسائل للمجلس الرئاسي والحكومة، وطالبناهم بالتصحيح، وعملنا فعاليات للمطالبة بتشغيل مصافي عدن، وشاركنا في احتجاجات شعبية في عدن وعدة محافظات محررة أخرى، لكننا فيما بعد طالبنا بتغيير الحكومة وإحداث تغيير وتصحيح جذري، صحيح لم يستجب لنا حتى الآن، لكن هذا لا يعني أننا نتوقف، فنحن مستمرون رغم كل التحديات الصعبة، صحيح ليس لدينا مال، لكن لدينا مشروعًا كبيرًا وطموحًا. والتصحيح في العقول والنفوس هو بحد ذاته ثورة، بحيث لو صلح مسار الإنسان وأصبح عنصرًا إيجابيًا وفاعلًا في المجتمع، سوف تصلح المدينة التي هو فيها، ويصلح البلد. نحن جزء من عملنا موجه صوب المجتمع أساسًا، وليس السلطة فقط، لأننا مؤمنون بأن الإنسان هو ركيزة ومحور التصحيح والتغيير، والإنسان في اليمن للأسف، وخصوصًا في عدن، تعرض لعملية هدم مستمرة من قبل الأنظمة والحكومات المتعاقبة، ولا بد من التصحيح لإعادة تكريم هذا الإنسان، ووضعه في المسار الصحيح كما أراد الله له ذلك.
– هذا يعني أستاذ باسم أنكم تطمحون إلى الوصول للسلطة مثلًا وممارسة الحكم؟
هذا طموح مشروع لكل تيار أو تكتل سياسي ومدني، ولكل يمني يمتلك الأهلية، ومؤهل لخدمة بلده وشعبه، ويمتلك الشجاعة في التصدي لقيادة المرحلة الصعبة.
التيار وجد ليواصل عمله بروح شبابية ووطنية تدمج بين طموحات الشباب وبين الخبرة والمعرفة، ونحن امتداد لكل الثورات الشعبية التي شهدتها البلاد ابتداء بالحراك السلمي في الجنوب، وكل نضالات اليمنيين الحرة من أجل العدالة والحرية والمساواة والكرامة في الماضي والحاضر، وسوف نستمر في العمل مع شعبنا لتحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة والأمن والاستقرار وبناء الدولة الاتحادية الوطنية الحديثة التي تلبي تطلعات الجميع، ونعرف أن تلك مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة، وكل الظروف الآن مهيأة، والعالم كله سوف يتجه إلى التماسك والتلاحم عما قريب لتجنب كل ما يواجهه ويحيط به من تهديدات وجودية.
– في معرض الحديث عن الثورات نحن نعلم أنه كان لك دور كبير في هذه الثورات الشعبية من خلال أفكارك وكتاباتك، وأنك كنت واحدًا من الشباب الذين كان لهم طموح في المشاركة بقيادة الدولة بعد سقوط نظام الرئيس صالح.. ما الذي حدث؟ ولماذا انسحبت من المشهد كل هذه الفترة؟
نعم، شاركنا في الثورات جنوبًا وشمالًا، ولم تكن السلطة بحد ذاتها هدفًا أو غاية بحد ذاتها، ولكن طموحنا كان بناء دولة مدنية اتحادية لكل اليمنيين، وقدمنا أفكارًا ومشاريع مهمة للخلاص، لكن دائمًا ما كل ما يتمناه المرء يدركه، ما حدث ليس انسحابًا أو هروبًا، ولكن حدث أمر قدري من الله كان سببًا كافيًا لعدم تحقيق التطلعات والطموحات، ابتلاء من الله في ظاهره المعاناة والقسوة والإبعاد، وفي باطنه الرحمة والحكمة الربانية، ولا ننكر أن هناك عوامل أخرى أسهمت في ذلك في إطار الحرب على رموز الحرية والتغيير، ولحق بنا أذى كبير، ولكن صبرنا واحتسبنا. أعود وأكرر لا أقول إن ما حدث هو أمر مقدر من الله وحده، وفيه عناية وحكمة بالغة ولطف عظيم، وهذا لا يعني أننا توقفنا، بل استمررنا نعمل وننشط بالإمكانات البسيطة، وفي الظروف الصعبة، وما نحن عليه اليوم هو حصيلة كل هذه التجارب الجميلة والمريرة على حد سواء.
– هل نفهم من ذلك أنك الآن في وضع أفضل يمكنك من تحمل المسؤولية وقيادة المرحلة؟
لقد تحملنا المسؤولية منذ وقت مبكر، وبسببها دفعنا ثمنًا كبيرًا، ولكن الآن نحن في وضع أفضل أكثر جهوزية لنكون مع شعبنا وبلدنا من أي مكان وموقع، إذا أراد الشعب منا ذلك، فنحن على استعداد لخدمته، فالشعب هو صاحب الكلمة الفصل في ما يتعلق بهذا الأمر، مع أني في الحقيقة أنتظر أيضًا أمرًا من الله.
– هناك من يقول إن باسم الشعبي منتمٍ لحزب سياسي معين، لكنه يخفي ذلك… هل هذا صحيح؟
ولماذا أخفي ذلك إذن؟ لا أبدًا، ليس لدي انتماء حزبي أو مؤطر في أي حزب، لأن طبيعتي متمردة وتعشق الحرية، لكن علاقتي بكل الأحزاب جيدة، وأيضًا بالمجلس الانتقالي جيدة، بل لربما أسهمنا منذ وقت مبكر في تأسيس عدد من الأحزاب والمكونات من خلال الأفكار والمقترحات التي كنا نقدمها، أعتقد أنه كان لنا إسهامات أيضًا في وصول هذه الأحزاب والمجالس للسلطة والحكومة، ووصول كثير من القيادات والنخب، والكثير يعرف ذلك، لكن للأسف هناك من خرج عن مسار الله والحق والخير إلى مسارات أخرى أوصلت البلد إلى هذا الوضع الخطير، والآن وجب علينا جميعًا التكاتف من أجل التصحيح، لأن الوضع خطير ويمثل تهديدًا وجوديًا للجميع، ونحن مستعدون للعمل مع الجميع من أجل دولة وشراكة وطنية حقيقية تحل فيها كل القضايا الوطنية، وفي مقدمتها القضية الجنوبية كقضية مركزية لن يكون هناك حل شامل بدونها، بالإضافة إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة كامل الدولة اليمنية، ثم يستمر البناء والحوار.
– من 2018 إلى 2020 حضرتُ لمركز مسارات، وكنتُ أرى التزام طلاب الإعلام والصحفيين، وأنا واحدة منهم، بمحاضراتك التي ركزت على أخلاقيات المهنة ودور الإعلامي في خدمة الوطن، سؤالي: لماذا توقفت عن هذا الدور؟ وهل شعرت أن جهدك أثمر وترك أثرًا بين الشباب؟
نعم عملنا لمدة عامين في مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام، من خلال المقر الذي استأجرناه في يناير العام 2018، ونفذنا برامج عديدة في مجال التدريب والورش والندوات في مجال الإعلام وغيره من المجالات الأخرى، واستفاد من برامج مركز ومعهد مسارات نحو 1200 شاب وشابة، عملنا شراكات مع مؤسسات ومنظمات محلية دولية، ووجدت الفرصة من خلال الجو الذي أتاحه المكان إلى التدريب في مجال الصحافة والإعلام، وتخرج على يدي العشرات من الشبان والشابات، وأصبحوا إعلاميين وصحفيين بارزين في الصحافة والإعلام المحلي والخارجي، ونحن فخورون بهم، كانا عامين مثمرين جدًا، ولكن بسبب الأوضاع غير المستقرة في عدن يومها، وبسبب ضعف الإمكانيات لدينا، وتحول إيجارات المقرات والمكاتب إلى العملة الصعبة، لم نتمكن من الاستمرار، كوننا لا نتلقى دعمًا من أية جهة، وكنا ننفق على نشاطنا من ريع برامج التدريب، لكن أعدك بأن عملنا مايزال مستمرًا بنفس الأمل والطموح والروح في مسارات، وسوف نعود قريبًا من خلال مقر جديد بإذن الله، ونبدأ مرحلة جديدة أكثر نشاطًا وحيوية وتميزًا لخدمة بلدنا وشعبنا.
العامل الخارجي
– لنفترض أنكم نجحتم أو أن الناس التفت حولكم، ووصلتم إلى موقع القرار.. كيف ستتعاملون مع الخارج؟
نحن شركاء مع التحالف العربي أولًا، وعليهم مسؤولية تحمل إعادة تطبيع الأوضاع في البلاد، ومساعدتنا في إعادة بناء ما دمرته الحرب، وإصلاح منظومة الاقتصاد، وتحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية لشعبنا. نريد علاقة شراكة لا علاقة تبعية، لأن الأمور سوف تتغير عما قريب في كل مكان بالعالم، وسيكون لليمن والعرب دور في ذلك، وإسهام كبير، لذا على العرب أن يغيروا تعاملهم مع بعضهم البعض، لأن الذي لن يتغير سوف يجد نفسه أمام مأزق التغيير الحتمي القادم من الله والآتي عما قريب.
ونحن حريصون على الأمن والسلام في اليمن والمنطقة بشكل عام، وليست لدينا عداوات مع أحد، وأمن اليمن واستقراره هو من أمن المنطقة والعالم، فضلًا عن كوني أتطلع إلى رؤية بلدي وكل بلاد العرب والإسلام في تطور وازدهار عظيم وكبير، وأملي أن هذا سوف يحدث، لأننا كعرب ومسلمين أصحاب حضارة وتاريخ عظيم، ولدينا مقومات النجاح والتطور في الأرض والإنسان، والله سيكون معنا وراضيًا عنا.
ومن المهم أن نبدأ مواصلة علاقتنا بالدول الأخرى، سواء في المحيط العربي أو الدولي، ما الذي يمنع أن تكون لنا علاقات متوازنة مع أمريكا والصين وروسيا مثلًا؟ هذه دول كبيرة، والتوازن في العلاقات الدولية والخارجية مسألة مهمة من أجل الديمومة والاستمرار لخدمة المصالح المشتركة والمتبادلة بين البلدان، لتحقيق تكامل اقتصادي وتنموي يعزز المشترك الإنساني من أجل سعادة البشرية كلها، لا من أجل مصالح ذاتية وشخصية.
– مؤخرًا تعينت رئيسًا للاتحاد الدولي للصحفيين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين، ما هو الهدف من هذا الاتحاد؟ وهل تعتقد أنه سيكون مدخلًا لعلاقة مهمة ومطلوبة مع دولة الصين؟
نعم، صدر القرار بتعييني في شهر مارس الماضي، أو رمضان المبارك، وحاليًا نعمل على تأسيس الفرع في العاصمة عدن، الهدف من الاتحاد هو خلق شراكة إعلامية وثقافية مع دولة الصين، لخدمة المصالح والعلاقات المشتركة والمتبادلة، وتعزيزها بين الصين والدول العربية، ومنها اليمن، وسوف نقدم تصورات وأفكارًا جديدة في تطوير العلاقات اليمنية الصينية لنصل بمستوى الشراكة إلى أن تسهم الصين في إعادة بناء وإعمار اليمن في المستقبل القريب، وإعادة اعتماد ميناء عدن العالمي ضمن مشروع طريق الحرير الدولي، كما نأمل أن تعمل الصين على مواصلة دعم وتأهيل البنية التحتية في البلاد، إذا ما علمنا أن الكثير من المنشآت الاقتصادية في عدن ومدن يمنية أخرى، وأيضًا الطرقات والجسور بنتها الصين على نفقتها الخاصة، ضمن علاقات الصداقة مع شعبنا وبلدنا، ونطمح إلى إعادتها للحياة من جديد، أو إعادة تحديثها، مع إيجاد مشاريع وتنمية جديدة تحتاجها البلد، لتجاوز حالة الفقر ومواكبة التطور المتسارع من حولنا.
– من منظور دولي كيف تقرأ الأحداث في العالم الآن، خصوصًا مع أزمة الضرائب والجمارك والرسوم المتعلقة بهما، وما يحدث في غزة واليمن؟
الأمور تنحو نحو متغيرات جديدة، وهذه الأزمات بالتأكيد سوف تفرز نتائج، توقعاتي أن العالم سوف يتغير، هذا مخاض عسير لحدث كوني ورباني قادم، سوف يغير وجه المنطقة والعالم، الله موجود في كل هذه الأحداث والتفاصيل، والأرض هي عبارة عن رقعة شطرنج تتحرك وفق إرادة سماوية غالبة على الجميع، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أتمنى أن تتوقف الحرب في غزة فورًا، وأدعو الإدارة الأمريكية للتدخل لوقف هذه الحرب، وإحلال السلام في غزة وفلسطين واليمن، وفي أوكرانيا وروسيا. نحن في آخر الزمان، هناك حروب من كل نوع الآن بين الحق والباطل والخير والشر. متيقن أن الفتن ستزول، وسوف ينتصر الحق والخير، وهذا العام مليء بالمفاجآت.
التصحيح والبناء
– أصدرت مؤخرًا كتابًا جديدًا حمل عنوان التصحيح والبناء في ظلال الفكر والدعوة والعمل، وهو كتاب قيّم، وفيه جهد كبير، لكن توجه الكتاب إسلامي، هل هذا الوقت مناسب للإصدار؟
نعم، الوقت مناسب جدًا، نحن أمام تحول عظيم سوف يحدث، والكتاب يحمل أفكارًا مهمة، ورسائل بالغة الأهمية لمن يريد أن يكون ضمن مشروع التصحيح والبناء. أشعر أن هذا المشروع مسدد من الله في محاولة لإصلاح الأرض، ورسالة للناس، فالأمة بحاجة لتصحيح وضعها ومسارها، والعالم بحاجة لتصحيح وضعه ومساره، لأن الطريق التي يسير عليها الجميع غير ملائمة وغير معبدة بما يكفي للوصول إلى النهاية السعيدة، إلى اليوم الآخر، إلى الآخرة، حيث أعد الله جنة في الأرض سيورثها الصالحين من عباده، بمقتضى ما جاء في آيات كثيرة في القرآن الكريم.
الكتاب تقدرين أن تعتبريه دعوة في طريق الحق والخير لإيقاظ النائمين، وتنبيه الغافلين من أجل التصحيح، وإعادة البناء للإنسان والأوطان. وطبيعي أن يكون فكر الكتاب إسلاميًا، لأن الإسلام هو ديننا العظيم، وهو الدين الأوحد في الأرض، الذي سيدخل إلى كل بيت في نهاية الزمان الذي نحن فيه. الإسلام ليس دين حزب أو جماعة أو دولة، بل هو دين البشرية كلها، ودين كل الأنبياء والرسل من قبل ومن بعد.
– كلمة أخيرة تود قولها؟
أشكركم كثيرًا على الحوار الذي أتمنى أن يشكل إضافة في مسار ووعي التصحيح والخلاص والبناء، كما أشكر كل من ساند باسم الشعبي، ووقف معه في كل مراحل حياته الجميلة والصعبة، من الأصدقاء والزملاء في الداخل والخارج، ومن الأهل، وأفراد الشعب العظيم، الصامد بكل شموخ في وجه كل التحديات، وأبشر الجميع في اليمن وخارجه بفرج عظيم قادم بإذن الله، ولا ريب فيه.