ريادة الأعمال من قلب الجامعة: طلاب يصنعون الفرص بدل انتظارها

اجنادين نيوز / ANN
المدرس المساعد رسل علي حسين
في زمن تحكمه السرعة والتكنولوجيا، لم تعد الدراسة وحدها كافية لتحقيق الطموح، ولم يعد التخرج هو نقطة الانطلاق الوحيدة نحو المستقبل. اليوم، نجد طلابًا جامعيين يختارون طريقًا مختلفًا، طريقًا يبدأ من داخل الحرم الجامعي وليس من خارجه، حيث يصنعون الفرص بدل انتظارها، ويدخلون عالم ريادة الأعمال بشغف وإصرار، متحدّين ضغوط الدراسة وقلة الخبرة.
مواقع التواصل الاجتماعي، الإنترنت، ووسائل التسويق الرقمية فتحت الأبواب أمام كثير من الطلبة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية. طالبة في كلية الفنون مثلًا، بدأت ترسم لوحات صغيرة وتعرضها عبر الإنستغرام، وبعد فترة صارت تطلب منها لوحات مخصصة وتحقق دخل شهري جيد. طالب في كلية الحاسوب صمم تطبيق بسيط يساعد الطلبة على تنظيم جدول المحاضرات، وتفاجأ بإقبال كبير من زملائه، حتى أن بعض الأساتذة صاروا يوصون به.
ريادة الأعمال الجامعية ليست مجرد “ترند”، بل ثقافة جديدة بدأت تنمو بين أوساط الطلبة. الجامعات من جانبها بدأت تلتفت لهذا التوجه، فبعضها يقدم ورش عمل لتطوير المهارات الريادية، وبعضها يخصص أماكن للطلبة لعرض مشاريعهم، بل حتى تُنشأ حاضنات أعمال تدعم الأفكار المميزة.
ورغم ذلك، لا يخلو الطريق من التحديات التوفيق بين الدراسة والعمل، قلة الموارد عدم توفر خبرة كافية في إدارة المشاريع لكن الإرادة تصنع الفرق، وكثير منهم لا يرى تلك الصعوبات إلا كفرص للتعلم والنمو.
الحقيقة أن ريادة الأعمال لم تعد حكرًا على كبار المستثمرين أو خريجي الجامعات، بل صارت متاحة للجميع، فقط تحتاج إلى فكرة، وشغف، وجرأة. الجامعة، التي طالما اعتبرناها مجرد محطة عبور نحو الحياة، قد تكون هي الحياة بحد ذاتها، إن عرفنا كيف نستثمرها.
فهل تكون أنت رائد الأعمال القادم من مقاعد المحاضرات ؟