“الأسرة والمجتمع”
اجنادين نيوز / ANN
كتبت د.ماجدة الدسوقي/ بلجيكا
تعتبر الأسرة النواة الأولى في بناء المجتمع ، إن صٓلُحت كانت لٓبِنات المجتمع
سليمة قوية وإن فسدت عٓمَّ الخراب المجتمع .الأسرة وِحّدة من شخصين أو أكثر مرتبطين بالدم او بالزواج. يعيشان ويقضيان الوقت معا ، ويربيان الأطفال ويُعتبر الإنجاب من أهم وظائف الاسرة . تختلف أقطار المعمورة في قوانين وقيم وأعراف وقواعد السلوك في الزواج.
تتكون الأسرة من الأب والام والأولاد فقط وكل فرد فيها له دور فعال في حفظ كيان الأسرة . إشراف الأب والأم على الأطفال منذ نعومة أظفارهم هو الذي يُقوي أساس اللبنات المجتمعية . المراقبة الدائمة والحرص على السلوكيات الإسلامية والتمسك بها هما السبيل الوحيد لتربية أطفال سويين أخلاقيا ومعنويا. حَرص الإسلام على تكوين اللبنات الطفولية والعناية بها لتكوين مجتمع سليم ونَقي الى حد كبير. وضع الإسلام المباديء والقوانين التي تنظم الأسرة وتحافظ عليها لا أن تمشي الأمور جُزافا لأن الأسرة بالنسبة للولاد هي البيئة الطبيعية الضرورية لوجودهم ونموهم العقلي والأخلاقي والفكري والوعي الثقافي شريطة ان يتمتع الأبوان بقسط وافر من التعليم .
قال الله تعالى في محكم كتابه ” ومن آيته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة …….” ما أجمل كلمات لتسكنوا اليها أي أنها ذات سكن تهدأ فيها النفوس وتستريح وليست للمشاغبة والنكد !!! وضع الإسلام حقوقا للزوج على الزوجة وحقوقا للزوجة على الزوج ولم يترك الأمور على عِلاتها ، فإذا إمتثل الزوجان لهذه الحقوق إنعكس الخير على جميع أفراد الأسرة تربية وسلوكا وأخلاقا وتطور الأطفال تطورا طبيعيا ليصبحوا أعضاءاً هامين أو مسئولين في المجتمع . ” ومن يتعدَ حدود الله فقد ظلم نفسه ” صدق الله العظيم . هنيئا لمن لا يتعدى حدود الله في حقوق وواجبات الآخرين . المجتمع عبارة عن آلاف او ملايين الوحدات الأسرية التي تكونه وتضمن له البقاء والأستمرارية . لقد أثبت علماء النفس أن غياب العطف والود الاسري له تأثير كبير على تطور ونمو شخصية الطفل !!
ولكن للأسف قي حياتنا الحالية فقدت الأسر كثيرا من المقومات الداعمة لبناء أسرة سليمة ومجتمعا سليما أيضا ومهما حاول الأبوان الحفاظ على أركان الاسرة فقد تداخلت عناصر إجتماعية خارجية تطغى على كل المثاليات والنصح والتحذير والمراقبة . لقد أفسدت وسائل التواصل الأجتماعي ( السوشيال ميديا ) المُثُل والأخلاقيات والأعراف والتقاليد المجتمعية الصحيحة ! يقرأ الأطفال ما لا يجب قراءته ويسمعون ما لا يجب سماعه ، بل يُحرم سماعه ! فهل يعقل أن يبقى الأبوان ليلا نهارا يراقبون الابناء !! لقد فقدت العائلات العربية الكثير من الأعراف الأجتماعية الإسلامية الصحيحة مما جعل الهشاشة تسود في مجتمعاتنا ، وكلما زاد التطور التقني من حولنا إزددنا إنزلاقا الى الأسفل .