” الفيروسات السياسية ” الأمريكية التي يعاني منها الشرق الأوسط

اجنادين نيوز  / ANN
CGTN

في الآونة الأخيرة، أثارت قضية تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد جدلا واسعا، عندما ينتشر الوباء في جميع أنحاء العالم، تحتاج جميع البلدان إلى التتبع العلمي والتعاون الدولي لمكافحة الوباء. فأعربت 60 دولة في رسالة إلى منظمة الصحة العالمية عن معارضتها تسييس قضية تتبع منشأ فيروس كورونا وتدعو إلى اتباع نهج علمي وعقلاني تجاه الوباء. ليس من الصواب الانخراط في التلاعب السياسي حول تتبع أصل الفيروس.

في الحقيقة، فيروس كورونا الجديد ليس فظيعا، فطالما تعاونت جميع دول العالم فستتمكن من هزيمته، لكن “الفيروس السياسي” هو فيروس أكثر ضررا وتدميرا من فيروس كورونا. وإذا سألت أي جزء من العالم هو الأكثر تضررا من الفيروس السياسي، فستكون الإجابة هي الشرق الأوسط، وتأتي هذه “الفيروسات السياسية” من الولايات المتحدة التي تحاول عمدا “تتبع مصدر “فيروس كورونا”.

الفيروس السياسي الأول: إساءة استخدام القوى العسكرية

منذ عام 2001، شنت الولايات المتحدة حروبا باسم “مكافحة الإرهاب” على نطاق عالمي، حيث تحمل الشرق الأوسط العبء الأكبر: في حرب أفغانستان، 100 ألف ضحية مدنية وفي حرب العراق، 250 ألف ضحية مدنية. كما أدت الحروب المتكررة إلى نزوح عشرات الملايين من الأشخاص في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ودول أخرى. يقال إنه في العقدين الماضيين، أسقطت الولايات المتحدة وحلفاؤها 320 ألف صاروخ أو قنبلة، بمعدل 40 صاروخا أو قنبلة يوميا، خاصة على ديار شعوب الشرق الأوسط.

الفيروس السياسي الثاني: تصدير “الديمقراطية” والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى

أنشأت الولايات المتحدة العديد من المنظمات غير الحكومية في الشرق الأوسط باسم النهوض بـ”الديمقراطية”، وزرعت قوى مناهضة للحكومة، وقامت بتسلل سياسي طويل الأمد، مما أدى إلى انقسامات داخلية واضطرابات طويلة الأمد في العديد من دول الشرق الأوسط. أصبحت العديد من البلدان التي كانت مزدهرة ومستقرة ذات يوم أرضا خصبة للإرهاب، والعديد من الدول التي لديها “أحلام ديمقراطية” عاد إلى نقطة البداية.

الفيروس السياسي الثالث: إلغاء العقد والانسحاب وفرض عقوبات أحادية الجانب

في السنوات الأخيرة، انسحبت الولايات المتحدة من أكثر من اثنتي عشرة منظمة ومعاهدة دولية تدريجيا. يعد قمع العقوبات أكثر شيوعا في سياستها تجاه الشرق الأوسط. من العراق إلى إيران، ومن السودان إلى سوريا، يتم تجديد أساليب العقوبات، وتقوية شدتها مما يخنق آمال التنمية في هذه البلدان.

الفيروس السياسي الرابع: معايير مزدوجة واستخفاف بالعدالة

في الشرق الأوسط، تتحدث الولايات المتحدة عن معيار واحد وتعمل بمعيار آخر، وهذا واضح بصورة كبيرة في قضية فلسطين. خلال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مايو الماضي، منعت الولايات المتحدة عدة مرات بيان مجلس الأمن الذي يحث الجانبين على وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع، ووقفت على الجانب الآخر من المجتمع الدولي بأسره. وبسبب ما فعلته الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، لا يستطيع الشعب الفلسطيني العودة إلى دياره ولا يمكن استعادة حقوقه القانونية، فقد أصبحت القضية الفلسطينية جرحا نازفا في الشرق الأوسط.

هذه “الفيروسات السياسية” التي جلبتها الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط نشأت من التفوق المتأصل للولايات المتحدة، ونشأت من الجشع لانتزاع الحقوق والمصالح المشروعة لدول أخرى، وينبع من منطق وسلوك الهيمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى