الصين تعلنها بوضوح : لن نتراجع عن التقدم وسنواصل الإقلاع الحضاري صوب الصدارة
أجنادين نيوز / ANN
بقلم: الأُستاذة مَنَال عَلي
*كاتبة وصحفية إذاعية معروفة في البرنامج الأوروبي في الإذاعة المصرية، ومتخصِّصَة في شؤون دول البحر الأبيض المتوسط وبلدان آسيا، وعضو ناشطة مَعروفة في قِوام الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
قدرة الصين المتجددة على خلق بيئة مناسبة للاستثمار و النمو الاقتصادي تثير حفيظة منافسيها، لدرجة قد تجعلهم يحاولون باستمرار و عن عَمد التقليل من تلك القيمة التنافسية التي تملكها الصين و بشكل مغاير للحقيقة، و لكن الصين تحتفظ لنفسها بسر تفردها و تفوقها على غيرها، و بخاصة في مجال المشروعات الاقتصادية، و دعم التعاون في مجالات التصنيع، و البنية التحتية، و التجارة، و تسهيل الاستثمار، بالإضافة إلى بناء القدرات الإنتاجية، و تحريك القطاع المالي بما يضمن نموًا مطردًا، يعكس نجاحًا و تميزًا، الأمر الذي يرفع من مكانتها امام منافسيها و يمنحها خصوصية و تفرد، و بالتالي يمكنها من فتح أسواق جديدة بناء على ثقة الآخرين فيها و في قدراتها على تحقيق التفوق.
يعود جزء كبير من ذلك النجاح للمبدأ الذي تنتهجه الصين و القائم بالأساس على سياسة العدل والمساواة في الحقوق، و هو ما يُعرف باستراتيجية ال win_win أي تحقيق المكسب بشكل عادل لجميع الأطراف المتعاونة، و لقد أولت الصين اهتمامًا كبيرًا بدعم التعاون مع مصر خاصة في مجالات التصنيع و البُنى التحتية، فالاستثمارات الصينية في مصر شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، و جذبت استثمارات بنحو مليار دولار على خلفية دعم و تطوير منطقة السويس للتعاون الاقتصادي و التجاري، و خلقت أكثر من ٤ آلاف فرصة عمل جديدة للشباب.
منذ إقامة العلاقات بين مصر و الصين لم تتوقف المشروعات التعاونية و التنموية بين البلدين الشقيقين، بل إن المشروعات التنموية الكُبرى تقدمت بخطوات ثابتة، سواء في منطقة قناة السويس، أو في العاصمة الإدارية الجديدة، أو في مشروع القطار الكهربائي و الذي سوف يتم تسليمه و انطلاقة قبل نهاية العام الحالي ٢٠٢١.
كما أردفت الشركة الصينية مبشرةً بدخول مصر عصًرا جديدًا في مجال تكنولوجيا المواصلات بمواصفات عالمية عالية الجودة. و من الجدير بالذكر، أن العلاقات بين مصر و الصين قد اكتسبت قوة دفع كبير بتعاون القيادتين المصرية و الصينية، مما انعكس و بصورة ملحوظة على ارتفاع مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين في كثير من المجالات، سواء الاقتصادية أو الصحية و كذلك الثقافية، فلقد أصبح المصريون يهتمون كثيرًا بمتابعة أخبار الصين و تطورها في مجالات الحياة، كالتطور الصناعي و الزراعي و التكنولوجي، و الذي كان له أبلغ الأثر في تفوق الصين و تقلّدها مركزًا متقدمًا عالميًا ،و تصدرها المشهد الدولي بقدرة و امتياز و حتى في مجال الرياضة، حيث ارجع العديد من الخبراء التقدم الرياضي و الانجاز التاريخي الذي حققته الصين مؤخرًا؛ و بخاصة في دورة الألعاب الأولمبية ٢٠٢٠ و المقامة حاليًا في طوكيو باليابان؛ إلى تقدمها التكنولوجي، فلقد استطاعت الصين تطويع ذلك التقدم في تحقيق التميز و التفوق الرياضي، لتتصدر قائمة حصد الميداليات الذهبية و غيرها، مِمَّا يدلل على قدرتها على استخدام إمكانياتها، وطاقتها وكفاءتها الكبيرة بأفضل صورة، الأمر الذي أفضى إلى تفوّقها، و من المرجح استمرار ذلك التفوّق حتى تحقيق الإنجاز الكبير في النهاية.