الوباء موغل بالتهور …!
اجنادين نيوز / ANN
( رسالة دامغة ، إلى من تهاون في اتخاذ التدابير الناجية )
كتب : عمر لكشر / المغرب
الوباء ما زال حاضرا بقوة ينتهز الفرص ،
ما زال شبحا مرعبا يطوف بالبلاد والعباد ،
ما ضعف ، وما استكان ، وإنما ازداد قوة ومكرا بتحوراته الجديدة ،
فإذا كان من الممكن تجنب الوباء باحترام جملة من الاحتياطات المقررة ، واتباع جميع التعليمات المسطرة ، فإن التقاطه لم يعد قدرا مقدورا ، ولا قضاء منزلا ، وإنما هو اكتساب واستعداء واستبلاء …
كل يوم تزداد الإصابات بالعشرات ، وتزداد معها الوفيات تترا ، وكل وفاة تعني املا محطما ، وخوفا معمما ، وتذمرا مدمرا .
وأغلب هذه الإصابات تمت بالاختلاطات التهورية ، والتقصير في اتخاذ الاحتياطات الواجبة ، وخرق قوانين الطوارىء الصحية ، والاستهانة بمصير الأمة ، والاستخفاف بحوادث الواقع …
وكما قال إخوان الصفا ” من تهاون بالناموس الكوني الإلهي ، قتله الناموس الكوني الإلهي .”
ونقول : من تهاون بالوباء ، قتله الوباء .
من أراد الفناء ، واختار الوباء ، وفضل البلاء على الرخاء ، فليس من حقه ان يجر معه إلى الهلاك والفناء ، من أراد البقاء ، والتزم بالعهد والوفاء .
وبعض الناس منا تهاونوا بالوباء ، وخرجوا له علانية يقولون بلسان الحال ما قاله السحرة لفرعون :” اقض ما أنت قاض ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا .”
خرجوا إلى الوباء ، واختلطوا وتخالطوا ..وكسروا القيود والاحتياطات ، لأسباب تافهة ، وأغراض نازلة ، وتبريرات واهية ، فالتقطوا العدوى ونشروها …
فهلا انتبه هؤلاء لخطورة الوضع ، وانتبهوا من نوم الجهالة ، ورقدة الغفلة ، واستعملوا الحس والمحسوس ، والعقل والمعقول ، والفكر والتفكر ، والنظر السديد في الواقع والعواقب والمآلات ، وألم الإصابات والوفيات …هلا …ثم …هلا …
كم من نفس أزهقها هذا الوباء !
كم من أرملة ويتيم !!
كم من فراق بلا موادعة ولا عناق !
كم من طموح أطفاه وخنقه !
كم من وجع ، وألم ، وتأوهات !
كم من أسرة بأكملها صارت بؤرة للوباء !
هل ننتظر ان يفنى العالم كله ليتعظ البعض ؟
كفى بالموت اتعاظا وموعظة ، ودرسا وتعليما ، ومن لم يتعظ بالموت فلن يتعظ أبدا …
إن حفظ النفوس من جانب الوجود واجب ، وكل من تهور في هذه الظروف العصيبة ، وخرق قوانين الحجر والعزل الصحي ، فقد يكون سببا في نشر الوباء في الأمة ، وإعدام المزيد من النفوس … إنه الإجرام في أبشع صوره .
فالرجاء ، ثم الرجاء ، احترام جميع التدابير الصحية المتخذة حتى لا تكثر الإصابات ، وتشيع الوفيات ، وتعود الانتكاسات …
الرجاء أخذ الحذر حتى لا تتحول مدننا وشوارعنا إلى مآتم ونكسات وأحزان …
من استعجل الشيء قبل أوانه حرم منه ، فمن استعجل الاختلاط المتهور بدل الخروج السليم ، حرم من الخروج بالمرض او الموت معاملة له بنقيض قصده ….واخيرا حالوا مقاتلة الوباء وانتصروا عليه بسلاح التطعيم