عمل المرأة بين الإيجابيات والسلبيات
اجنادين نيوز / ANN
بقلم الدكتورة ماجدة الدسوقي/ بلجيكا
منذ الثورة الصناعية في أوروبا في بداية القرن التاسع عشر ساهمت المرأة
بإطراد مستمر في القوة العاملة خارج المنزل خاصة في الدول الصناعية ، وظهرت هذه المشاركة جلية في القرن العشرين كنعمة للمجتمعات الصناعية وبدا ذلك واضحاً عندإحتساب إجمالي الناتج الإقتصادي المحلي في دولة ما علاوة على خفض تكلفة العمل لدى أصحاب الأعمال لإزدياد كثرة النساء العاملات . وتطور الأمر بعد ذلك إلى أن أصبحت المرأة العاملة تبحث عن العمل لذاتها لكي تتغلب على فكرة التمييز بينها وبين الرجل والسعي وراء التمسك بحقها في العمل كالرجل …لم تنل المرأة الوظائف ذات الأجر الكبير إلا بداية من منتصف القرن العشرين فمثلاً تأخر دخولها مجال الطب والقانون لأنها كانت لا تُقبل في التعليم العالي للحصول على المؤهلات الضرورية والمناسبة لشغل وظائف ذات أهمية كبرى ودخل كبير . ومثال على ذلك جامعة أكسفورد البريطانية لم تكن تسمح للإناث بالحصول على درجة الطب والقانون الا في عام ١٩٤٧ وبعد معارضة وجدل بين طرفين : المحبذون والرافضون ! ثم طرقت المرأة المتعلمة جميع ميادين العمل بكل جسارة ومهارة كتفاً الى كتف مع الرجل ، وعندما غدت مستقلة في بعض مجالات العمل وشعرت بإستقلاليتها من أجل تحقيق التوازن في علاقاتها وأعمالها مع الآخرين وإحترامها لذاتها دون أن تُضحي بتجربتها الشخصية . ولعل ابرز مثال على هذا أن النساء العاملات في الولايات المتحدة بلغ عددهن ٧٥ مليون من القوى العاملة التي بلغت ١٢٣ مليون تقريبا …ما هي الدوافع الرئيسية لعمل المرأة ؟ لعل من ابرز الأسباب التي دفعت المرأة للعمل هو مواجهة إرتفاع تكاليف المعيشة المستمر بوجه عام في العالم كله ، وكل أسرة تسعى ليس لعيش الرفاهية ولكن للمعيشة الميسورة مما تطلب دخول المرأة سوق ومجال العمل خارج المنزل عندما تملك الأسرة دخلين حتى لو لم يكونا متساويين يُمكنها مثلا شراء منزل أو شقة وتحقيق مستوى ممتاز من التعليم للأطفال ثم فيما بعد للبالغين . وسبب آخر هو أن كثيراً من الُاسر قد تواجه أزمات طارئة مثل مرض مزمن أو عمليات جراحية معقدة تحتاج لدخلين لمواجهة الطواريء والمشاكل المالية بدلا من أن يُلقى العبء كله على كاهل الرجل والذي ربما لا يستطيع الوفاء . جميل أن تشعر المرأة العاملة أنها سند للأسرة بل حتى تستطيع الإنفاق على أحتياجاتها الضرورية وأنها ليست عالة وإتكالية على راتب الزوج وليست عبئا عليه بمتطلبات لا طاقة له بها . كما أن إصرارها وعملها بمثابرة وجد يجعلها تصبو الى ما تريده لتحقيق ذاتها من خلال تناولها – مثلا – للقضايا الانسانية والمؤسسات الخيرية لمساعدة الآخرين وخاصة عندما تتمتع بقدرة كافية على نقل المعلومات المعقدة بسهولة . أو لا نقتدي بشخصيتين عمليتين في ميدان السياسة الا وهما المستشارة الألمانية ورئيسة وزراء نيوزيلندا ؟ وغيرهما الكثيرات !!!! ويمكن إعتبار النساء العاملات عنصرا هاما في التنمية المستدامة وذلك من خلال مشاركتهن في دعم الدخل القومي والإقتصاد المحلي…
أما ما يلفت النظر في أوروبا والدول المتقدمة عموما ولوج المرأة مجال إتخاذ القرارات ، ففي عام ٢٠٠٩ أصبحت النساء
تشكل ١٨٪ من مراكز إتخاذ القرار في المجالس النيابية والتشريعية والصناعية والسياسية !! أو ليس هذا نصرا كبيرا لهن ؟ تبقى هذه الظاهرة في إتخاذ القرار فقيرة او شبه معدومة في الدول النامية التي تهضم حق بعضهن المتميزات واللواتي يُمكنهن إتخاذ قرار حاسم . لقد تبوأت المرأة مناصب قيادية متقدمة في أوروبا وأمريكا . وفي الختام لا بد من ذكر سلبيات عمل المرأة أحيانا ..ومما لا شك فيه أن المرأة العاملة لا تستطيع – في بعض الأحيان – موازنة وموائمة الوقت بين العمل والواجبات الأسرية مما قد يؤدي الى إهمالها قسرا في بعض الواجبات المنزلية والأسرية ، والأنكى من هذا أن تعمل بعض النساء في مجال عمل شاق مما يسبب لها الإحباط ، وقد ينعكس هذا عليها سلبا وعلى واجباتها المنزلية وقد تٌصاب بمشاكل صحية مزمنة او صعبة . اما في بلادنا – الى حد كبير – يُنظر للمرأة العاملة على أنها تخالط الرجال مما قد يؤثر على سمعتها . والمصيبة الكبرى هي شعور الرجل. بالإهمال أو التقصير من ناحية المرأة العاملة مما قد يسبب مشاكل جمة ليس لها حلول الا ترك العمل والاستغناء عن الدخل الثاني للأسرة وربما في أسوأ الحالات الفراق !!!!