وللحب قصة اخرى
اجنادين نيوز / ANN
بقلم : د. أمل مصطفى/ مصر
يحدثنا الدكتور مصطفى محمود فى معنى الحب انه ليس فقط إتحاد هوى وتفاهم وتلاؤم واندماج عقلين ..، بل هو ايضا ارتياح الفطرة الى فطرة أخرى تأنس بها وتكتمل بوجودها ..! هي الغاية الأساسية في العلاقات البشرية الاجتماعية. فلا يوجد مجتمع سليم دون محبة، ولا يوجد أسرة مستقرة دون محبة، ولا يوجد وطن متكامل دون شعب واعي لكلمة محبة. فالحب ليس مجرد عاطفة تمر علينا مرور الكرام أو مشهد في فيلم اومسلسل، أو نهاية سعيدة لرواية ما.
بل الحب هو حالة متكاملة من الرغبة في الحياة، الرغبة في توقف الزمن عند هذه اللحظة، التي فيها يكون الجميع شبعان. وأقصد هنا بالشبع، الشبع العاطفي الذي هو يمثل الكمال بالنسبة للإنسان. فالحب هو الكمال الذي يعتقد فيه الإنسان، هو الخلود، هو هذه اللحظات الرائعة التي تجبرك أن تعيش وتكمل حياتك رغم الألم والتعب هو النور الذى يأخذنا الى عالم مريح جميل رغم كل التحديات الموجوده به
تخترق مشاعر الحب القلب وتحيا بها النفس وتنتعش بها الروح ويسرى فى الجسد طاقة من نور تبث الحياه لكل خليه فيه ولكن غالبا لا نستطيع ان نميز أي نوع من أنواع الحب نشعر به …. لأن الحب مش نوع ولا اتنين …. الحب تفرعاته و أسبابه كثيرة ….
ممكن تحب إنسان بحكم وجوده اليومي في حياتك و وجوده في تفاصيل حياتك ويطلق عليه حب التعود ، و مع الوقت تشعر أنك تحبه وانك لا تستطيع الاستغناء عنه وان فراقه فيه اعدام لروحك وجرح لقلبك لأن التعود هو حالة ادمان لمشاعر واحاسيس تنعشك تمدك باكسير الحياه وخاصه فى وقت عز فيه الحب وندرت فيه المشاعر النقية الطيبه…
ويوجد نوع آخر من الحب انك ممكن تحب إنسان لمجرد أنه بيجعلك في حالة دائمه من الشد و الجذب … حالة من المراوغة …. حالة من العذاب لا تنتهى … يسعدك بحلاوة رضاه و يسمك ببشاعة جحوده …. يشعرك في لحظة أنك ملكت الدنيا ، وأن العالم ملك يمينك تغمره سعادتك … و في لحظة اخرى .. يشعرك أنك سد خانة و أنك عادي زي أي حد يستهين بك وبمشاعرك ، وتهون عليه دقات قلبك هذه الحالة تخلق تحدى وإصرار أنك تكمل … بس عشان تسعد بلحظات الصفاء وحلاوة الرضى و العلاقة كلها تكون قائمة على استنزاف المشاعر وليست على العاطفة النقيه المتبادله عندها يعدم القلب وترهق الروح وتشيخ العواطف ويصيبها الضعف والوهن….
وفى الحب حالة اخرى تعتمد على
الغموض …. طرف فيها يبذل قصارى جهده فى معرفة الآخر والوصول الى قلبه وامتلاك مشاعره.. و كل مايتوصل لاى شى يرشده لقلب حبيبه … يبقى عنده لذة اخرى أن يعرفه اكثر ويقترب منه اكثر … و مع الوقت بتنشأ حالة من النشوة و اللذة في القرب من الطرف الاخر الغامض بالنسبه له … بس دي غالبا بتبقى نوع غريب من العلاقات بيبقى هدفه الخروج عن المألوف و كسر الروتين اليومي … لان معرفة الاشخاص وادراك مفاتيح شخصيتهم ليس بالأمر الهين فعلى الرغم من المشاعر الجميلة التى فى هذه العلاقة الا انها مرهقة يزينها شغف الفضول ..
ومن الحب ايضا حب النقيض … أنك تميل لشخص يختلف عنك فى كل شىء … أفكارك .. أحلامك … وجهات نظرك … ثقافتك ، فتتولد فى نفسك رغبه أنك تحاول تغيره لصورة منك مع الوقت ولكن لا احد يتغير ولكن ممكن يمثل لبعض الوقت انه تغير ليكسب قلبك ولكنه لا يستطيع الإستمرار فى التمثيل ويحن الى كل شىء كان فيه ، وهنا ينشأ الخلاف لان اساس الحب التكامل وليس النقيض والاختلاف..
وتتعدد انواع الحب فلاشىء يشغل العالم كله ويستغرق تفكيره ونشاطه كهذه الكلمه هى كلمة صغيرة الحروف ضخمة المعانى والمشاعر الانسانيه هناك حب الام والاب وحب الاطفال وحب الذات والحب الأخوى وحب الانسان لبيته ووطنه فالحب عاطفة ايجابيه وتوسيع لآفاق الحياه وثروة لا غنى عنها .. ومن ذاق قلبه طعم الحب الحقيقى لا ينسى رحيقه .. يقول الشاعر:
مازال فى قلبى رحيق لقائنا ، من ذاق طعم الحب لاينساه ….
ودائما فى الحياة للحب قصة اخرى..