قوبوستان المدينة المفعمة بالحياة على امتداد العصور
اجنادين نيوز / ANN
بقلم:عبد الحميد الكبي. كاتب يمني ورئيس مبادرة أصدقاء أذربيجان في اليمن – مشروع شبابي يهتم بالعلاقات الأخوية والصداقة مع أذربيجان؛ وعضو في اللوبي الدولي (العربأذري)، الذي يترأسة الأكاديمي مروان سوداح (الأردن).
للشعب الأذربيجاني حضارة ذات أهمية تاريخية تميزت بالكثير من المعالم والآثار التاريخية منها مدينة قوبوستان
التي تمتد منذالعصر الحجري وتحتوي على النقوش القديمة المصورة على الصخور في قوبوستان، بالإضافة إلى الآلات الموسيقية الرنانة “قافالداش”، وقد اشتق اسم قوبوستان من كلمتين قوبو أو هوبو “مخفي عن الناس” و”مقدّس” و”ستان” مكان وتعني المكان المقدس أو المعزول عن الناس، حيث يوجد فيها قمم جبلية وتبلغ أعلى قمة جبلية هناك 400 متر والعديد من البراكين الطينية، واكتشفت النقوش الصخرية لأول مرة من قبل عالم الآثار الأذربيجاني الشهير إسحاق جعفرزاده عام1939م.
ويبلغ عدد النقوش الصخرية القديمة في قوبوستان أكثر من 6 آلاف أثر منقوش فوق ألف صخرة، وهي من أشهر المدن في أذربيجان و منطقة جميلة ومن أروع الأماكن السياحية التي تنتمي للسياحة التاريخية التي تحفز السياح للقدوم إليها، للتعرف على معالمها والاستمتاع بالأماكن الصخرية، حيث وضِعت في مواقع التراث العالمي لليونسكو. فعند زيارتها تجد نفسك تقفز من ظهر صخرة لأخرى لتعدد الأماكن الصخرية، ويوجد فيها الكهوف التي تشكّلت عن طريق الزلازل أو ضغط الصخور بعضها على بعض، أو عن طريق بعض التغيرات التي تحدث بفِعِل الأمطار وتغيرات الغلاف الجوي لتشكل انحدار بعض الصخور لتكون تجاويف فيما بينها، ففي الزمن القديم كانت تلك الكهوف ملجأ للإنسان من الشمس والرياح والامطار.
أما الان فأصبحت احد الاماكن السياحية، تشكل محمية أو المنتزه الوطني التي تعني احتضان الطبيعية فتجد العديد من الأشجار الطبيعية، بالاضافة للمناظر الطبيعية الرائعة والحيوانات التي تتواجد فيها وتتعايش مع المنطقة الصخرية.
كما تضيف البراكين الطينية للمنطقة لتشاهد بعض القمم التي تسمّى بركانية لكنها لاتخرج نارًا بل تخرج طينًا من فوهتها. بفعل غازات مضغوطة تتسبب في خروج مادة طينية وعادة تكون الانفجارات صغيرة اي أنها لاتتنأثر لمسافات ك البراكين التي تطلق النار والحِمم. لكن تلك البراكين الطينية كفيلة بإخراج مادة طينية على شكل سائل يسيل من قمتها للقاع،
فهي تضم أكثر من نصف عدد البراكين الطينية في العالم، فالسياحة في قوبوستان تصنف تحت بند السياحة الطبية.
ومن ضمن معالمها المساجد والمعابد القديمة منها مسجد شاملي ومعبد ديري بابا. فقوبوستان منطقة جميلة تحتاج التوقف فيها والتعمق في معالمها واثارها والتنزه في طبيعتها التي تجذبك للقدوم إلى هذه المدينة والاستشفاء والاستمتاع والمتعة.