لص في ثوب صديق !
اجنادين نيوز / ANN
بقلم المحامي علاء صابر الموسوي.
كأي وسيلة إعلامية ومعلوماتية .. (الأنترنيت ) ليس استثناء .. ينطبق عليه ماينطبق على الهاتف الجوال .. اختراع أو صناعة أو تقنية حيادية ..
المستخدم هو الذي يقوده من أذنه إلى هذا (المكان ) الصالح أو ذاك المكان الموبوء ..
وحيث ترتع يكون نموك ..
فالذي يتغذى على (الطفيليات ) ستقتله (السموم ) أو تتهدده الأمراض. والذي يتغذى على الزاد الطيب .. سينشأ معافى سليما ..
وستكون لديه مناعة في مواجهة الآفات ..
(الأنترنيت ) أشبه (بسوق ) تطرح فيه البضاعة (الفاسدة ) و (الكاسدة ) و البضاعة ذات الفائدة .. وعلى مقدار عقل وذوق المشتري (الزبون ) تتوقف مسألة (الأختيار ) ..
فكل امريء وما اختار ..
أنت (حر) في أختيارك. .
(مسؤول ) عن نتائج هذا الاختيار.
وحديث (الأنترنيت ) الشبكة العنكبوتية .. ذو شؤون وشجون ..واسع بسعة عالمه .. لكن مايهمنا هنا هو (مقاهي الأنترنيت ) لايعني ذلك أن المواقع الإباحية. أو تلك الرخيصة التي تخاطب الهابط من المشاعر والغرائز. وبعض غرف الدردشة. بل وحتى المواقع السياسية والثقافية التي تصدر سمومها بعلب جذابة في المظهر مميتة في الجوهر …
لافرق عندنا بين أن تكون في مقهى على ((الكورنيش )) أو مقهى شعبي على منعطف أحد الشوارع. أو مقهى عصري في واجهة شارع راق. أو في مقهى على الانترنت ((المقهى الإلكتروني )) .
ليس المهم كم من الزبائن هناك ..
المهم كيف أتصرف حين أكون هناك! !
أخلاق الإنسان ليست قبعة الرأس. أو المعطف الذي يخلعه عند الدخول إلى البيت. فالكلام المهذب مطلوب في كل تلك المقاهي وخارج تلك المقاهي. . والبذاءة والإساءة مرفوضة في مقهى منعزل لا يرتاده إلا ثلة قليلة .. أو في مقهى حاشد ..
النبي صلى الله عليه واله وسلم علمنا درسا في التخاطب غاية في الرقي الحضاري :((قل خيرا أو فاصمت )) !!
مخطئ من يتصور أن الكلام ليس عليه ضريبة ..
عليه ضريبة .. وضريبة فادحة أيضا :(( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) .
تذهب الكلمة التي تطلقها في الأثير .. تتبدد في الهواء .. وتبقى تبعتها تلاحقك إلى يوم المصير : ((وقفوهم إنهم مسؤولون )) .
السيد المسيح عليه السلام يقول : (ليس مايدخل الفم ينجس الإنسان. بل مايخرج من الفم .. هذا ينجس الإنسان )) !
الطهارة المعنوية .. أهم بكثير .. من الطهارة المادية.
النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم. يقول :((طهروا افواهكم. فإنها مسالك التسبيح )) !
ان (زلة اللسان ) أخطر من ( زلة القدم ) .. من هذا يمكن أن أقوم .. ومن تلك قد لا أقوم ابدا .. ولذلك فمن كثر كلامه (ثرثرته ) ولغوه .. كثرت أخطاؤه .هذا إذا كان الكلام عاديا. فكيف إذا كانت الكلمات كلمات بذاءة وإساءة ؟!
حتى لو كنت صاحب حق. وتنافش قضية حق. وتدافع عن حق. فإن ذلك لايبرر لك كلام السوء والفحشاء والسباب .. حقك يدافع عن نفسه كونه حقا. . فلماذا تنتقص منه بالهراء والإهانة ؟!
صادق من قال :(قلب الأحمق في فمه. وفم العاقل في قلبه) .
هل يمكن أن نحدث تبادل مواقع ؟
العقلاء فعلوا !
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
(الأنترنيت ) قد يكون صديقا مخلصا .. ومااروع صحبة الأصدقاء المخلصين. وقد يكون لصا في ثوب صديق .. فالويل هنا من مزالقه ومهاويه ..
قد لايجرني إلى (السجن ) .. بل إلى ماهو أخطر من ذلك ..!