تايوان جزء لا يتجزء من الصين … الجزء الأول
اجنادين نيوز / ANN
بقلم / احمد محمد علي
اذا ما وقفت على شاطىء مقاطعة فوجيان التي تقع على مضيق تايوان ، في يوم صفا سماؤه ، واتجهت بنظرك الى البحر ، لبدا لك في الافق البعيد ، صفا قاتما من سلاسل جبلية ، تمتد إلى مسافة مائتي وست وثلاثون ميلا من الشمال إلى الجنوب تقريبا ، هكذا يبـدو لك الافق في تايوان التي ظلت مسرحا لمؤامرات الإستعمار الاجنبي البغيض ودسائسه الوضيعة، ظل فيه الصينيون ، في نضال مستمر معـه من أجل تحريرها حتى أن عددا من ملاحي البرتغال الذين زاروا الجزيرة لأول مرة ، قد أطلقوا عليها اسم « الجزيرة الجميلة ” وليس هذا كل مافي الجزيرة فحسب، .وقد اكتشف علماء الآثار فؤوسا حجرية ، وأوعية فخارية ، تثبت ارتبـاط ثقافة جزيرة تايوان بالمدن الصينية القديمة.
كانت تايوان مطمع لدول الاستعمارييين ، خاض الصينيون صراعا طويلا ومتواصلا ضد الغزو الأجنبي والاحتلال لتايوان ، نهب المستعمرون الغربيون المستعمرات بقوة.
في عام ١٦٢٤ غزا المستعمرون الهولنديون واحتلوا جنوب تايوان. في عام ١٦٢٦ غزا المستعمرون الإسبان شمال تايوان ، في عام ١٦٤٢ حلت هولندا محل إسبانيا بعد أن طردوا الاسبان في احتلال شمال تايوان.
قدم المواطنون على جانبي مضيق تايوان أشكالًا مختلفة من النضال ضد الاستعمار ، بما في ذلك الانتفاضات المسلحة ، لمعارضة احتلال المستعمرين الأجانب لتايوان.
في عام ١٦٦١ قاد تشنغ قونغ الجيش إلى تايوان وطرد المستعمرين الهولنديين الذين احتلوا تايوان ، ثم أخذت المطامع الإستعمارية تلعب دورها في الاستيلاء على تايوان مرة أخرى من قبل الاستعمار الياباني ، أنطلقت اليابان لغزو الصين و هزمت حكومة تشينغ ، وطلبت حكومة تشينغ الصلح ، وقعت معاهدة شيمونوسيكي ، وتنازلت عن تايوان وقد أخذ اليابانيون التأييد الضمني من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقد استمر الشعب الصيني في تايوان بمقاومة الإستعمار الياباني وطرده والقيام بحرب عصابات وتمردات وكافح الشعب الصيني حرب مقاومة الأمة بأكملها ضد اليابان. في “إعلان الحرب الصينية على اليابان” ، أعلن الشعب الصيني بوضوح إلغاء جميع المعاهدات والاتفاقيات والعقود المتعلقة بالعلاقات الصينية اليابانية.
ألغيت “معاهدة شيمونوسيكي” نفسها ، وبعد الحرب الشاقة ضد اليابان ، حقق الشعب الصيني النصر النهائي عام 1945 واستعاد أرض تايوان المفقودة.
وقد واندلعت حرب أهلية بين الحزب الشيوعي الصيني والكومينتانغ بقيادة تشيانغ كاي شيكاي بسبب القيام بالمذبحة وقتل الشيوعيين و إضطهاد الكومينتانغ للشعب الصيني واستغلال الشعب وعدم القيام بالإصلاحات التي تحسن وضع الشعب . وقد هزم الحزب شيوعي الصيني قوات الكومينتانغ وتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 .
هرب الكثير العسكريين والسياسيين من مجموعة الكومينتانغ إلى تايوان. وبدعم من حكومة الولايات المتحدة في ذلك الوقت .
مما أدى مرة أخرى إلى فصل تايوان عن الصين ، ورغم محاولات القيادة الصينية في إعادة تايوان لحضن الوطن .
في 27 يونيو 1950 ، أصدر الرئيس الأمريكي ترومان بيانًا أعلن فيه: “لقد أمرت الأسطول السابع بمنع أي هجوم على تايوان”. غزا الأسطول السابع للولايات المتحدة مضيق تايوان ، ودخلت القوات الجوية الأمريكية الثالثة عشرة تايوان ، في ديسمبر 1954 وقعت الولايات المتحدة ما يسمى بـ “معاهدة الدفاع المشترك” مع سلطات تايوان ، والتي وضعت مقاطعة تايوان الصينية تحت “حماية” الولايات المتحدة.
وفـي عـام 1963 ألقـى رئيس الوزراء الصيني تشو إن لاي خطبة عن سياسة الحزب الشيوعي الصيني تجـاه تـايوان قـال فيها “بعد توحيـد تـايـوان ضـمن الـوطن الأم ، فـإن السلطات السياسية والعسكرية والترتيبات الشخصية ستؤول كلهـا إلـى تشانغ كاي شيك باستثناء الشئون الخارجية التي يجب أن تنضم إلى اللجنة المركزية ” ، وسنتأنى فـي إجـراء الإصـلاح المجتمعـي فـي تـايـوان حتـى تتحسن الأحوال ، وسنحترم آراء تشانغ كـاي شيك ، وسنتناقش قبـل اتخاذ أي قرار ، وأي مـن الطرفين لـن يرسل قواتـه لـتـدمير الطرف الآخر عنـد اتحادهما . ” .
فـي أول يـوم مـن عـام 1979 م أصـدرت اللجنـة الدائمـة الوطنية رسالة إلى الأخـوة فـي تـايـوان ، عبـرت فيهـا عـن احترامهـا للوضع الراهن في تايوان وآراء كافة الفئات عند تناولهـا حـل قضية تايوان وعبرت عن اتخاذها السياسات والوسائل العادلة والمعقولـة ، مـن أجـل راحـة شـعـب تـايوان ، وإنهـاء حـالـة الصـراع العسكري بـيـن شـطري الصين ، والإسـراع في تحقيـق حريـة التنقـل الملاحيـ والبريدي بينهما ، وتطوير التجارة وإمـداد الطرف الآخـر بمـا يحتاجـه ، وتحقيـق التبادل التجاري وغيرها . لقد عبر هذا الكتاب عن الموقف والسلوك الرئيسيين للحزب الشيوعي والحكومة الصينية تجـاه حـل قـضـيـة تـايوان في العـام نفسـه قـال دينـغ شياو بينـغ أثنـاء زيارتـه لأمريكـا : ” نحـن لا نستخدم عبـارة ” تحريـر تـايوان ” ، إن بلادنـا سـتحترم أوضـاع تـايـوان ونظامها القائم طالما ترجـع تـايـوان إلـى الـوطن .
وفي شهر سبتمبر عام 1981 م ألقى رئيس اللجنة الدائمة الوطنية يـه جيـانيينغ محادثة أثناء المقابلة مع صحفي من وكالة شينخوا للأنباء ، وقد أكمل حديثه عن السياسات ذات المبـادئ التسعة لتحقيق التوحيـد السلمي بعد رجوع تایوان إلى الوطن ، وأوضح أن البلاد بعد تحقيق الوحدة ستعتبر تايوان منطقة إدارية خاصة تتمتع بدرجة عاليـة مـن الحكم الذاتي ، وتحتفظ بجيشها ولن تتدخل الحكومة المركزية في المهام المحلية لتايوان ، وبعد تحقيق وحدة البلاد ، لـن يتغير المجتمع الحالي لتايوان ولا النظام الاقتصـادي ولا شكل الحيـاة ، إضـافة إلـى عـدم تغييـر
العلاقات بين تايوان والدول الأجنبية اقتصاديا وثقافيا ، ولـن يحـدث عدوانا على الممتلكات الخاصة والمساكن والأراضـي وحـقـوق ملكيـة المشروعات ، وحقـوق الميـراث القانونيـة والاستثمار الأجنبـي [1] .